البلاد – مها العواودة
أكد الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام في سلطنة عمان أن علاقات سلطنة عمان والشقيقة المملكة العربية السعودية تنطلق من أسس تاريخية ونهج ثابت راسخ قائم على جسور الثقة والمصداقية المرتكزَين على الصراحة والوضوح ، وانتهاج سياسة واضحة المعالم هذه الأسس التي أرسَت مبادئها وقواعدها الإرادة السياسية الصلبة لقيادتي البلدين والشعبين الجارين ، إذ يتكئان على وشائج حُسن الجوار ، والاحترام الصادق المتبادل ، والمنافع المشتركة التي تصب في صالح وخير البلدين والشعبين الشقيقين ، وصالح دول وشعوب المنطقة.
وقال: ونحن نتحدث اليوم عن حدث تاريخي بامتياز ، وهو الزيارة التي يقوم بها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – أيده الله – إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة ، على رأس وفد رسمي رفيع ، ولقاء جلالته – حفظه الله ورعاه – المرتقب بأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية ، يصب في ذلك الثابت والمتأصل في مسيرة العلاقات العمانية السعودية المتجذرة والممتدة بوتائر متصاعدة ، وبروح من التطور والنمو الذي يواكب كل مرحلة من مراحل تطور شعبي البلدين الشقيقين” .
وتابع وزير الإعلام العماني” في هذا الثابت، لنا أن نستحضر في السياق تلك الزيارة التاريخية أيضاً التي قام بها المغفور له السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – إلى المملكة، بُعيد تسلُمه مقاليد الحكم في السلطنة عام 1971م، تلبيةً لدعوة كريمة تلقّاها من أخيه الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله تعالى – فكانت الرياض أول محطة خارجية لجلالة السلطان الراحل، حمَدَتها الأجيال فيما بعد واليوم هنــــــــــا مشهدٌ تاريخيٌ يتجدد بتجدد نهضة عمان الحديثة، بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – أعزه الله – فأن يقوم جلالته بزيارة المملكة في أول محطة خارجية لجلالته، فذلك هو تجسيد للثوابت المَرسيّة سلفاً بين بلدين جارَينِ مُهمين جداً في العمق الخليجي والعربي والدولي، يمتلكان مُدخراً حضاريا وثقافياً هائلاً، ولديهما تأثير فاعل في مُجريات المشهد الإقليمي والعالمي، التأثير الذي تصب وقائعه في منفعة ومصلحة دول وشعوب المنطقة، وقضايا الأمن والسلم الدوليين”.
مؤكدا أن البلدين الجارين عمان والمملكة ، يدخلان اليوم عهداً جديداً يواكبانِ به تطلعات شعبيهما ، بالنسبة لرؤية عمان 2040 التي انطلقت أولى مراحلها التنفيذية ، وتستهدف التنويع الاقتصادي ورخاء المواطن العماني وتنميته المستدامة ، الرؤيتان تُفتّحَان آفاقاً مهمة للغاية للبلدين الشقيقين ، في مجالات الاستثمار الاقتصادي والتجاري والسياحي ، والتعاون الإعلامي ، وبناء شراكات استراتيجية مواتية جداً ستسهم بلا شك في عملية الازدهار الاقتصادي بالمنطقة والعالم ، ورفع مؤشر الحياة السعيدة لأبناء البلدين .
وأشار إلى أن الشريان الحيوي جداً ، المرتقب افتتاحه وهو ” طريق عمان السعودية عبر منفذ الربع الخالي ” كأول طريق بري يربط السلطنة بالمملكة ، يشكل القلب النابض بالحياة الاقتصادية والاجتماعية ، وسيرسم عَهداً جديداً تماماً للعلاقات الاقتصادية والتجارية والسياحية والثقافية للبلدين الشقيقين ، وعنواناً للعمل التشاركي القادم ، وانتقال المواطنين والعوائل بين البلدين الجارين لمختلف الأغراض السياحية والتجارية وغيرها ، “فعلى سبيل المثال – المواطنون والعوائل السعودية الذين يقدمون إلى محافظة ظفار في السلطنة وأعدادهم كبيرة – أهلاً بهم في وطنهم الثاني وسَهلاً – للاستمتاع بالأجواء السياحية الدافئة المطيرة – كل صيف – يشكل لهم هذا المنفذ البري جسر عبور مختصراً واقتصادياً في نفس الوقت ، والواقع أن هذا الطريق هو شريان عالمي ستتدفق عبره أحجام كبيرة من التجارة البينية والإقليمية والدولية” .
وتابع” هناك استثمارات مشتركة قائمة حالياً بين البلدين، لكن رؤية قيادتي البلدين وطموح الشعبين الشقيقين، تتجاوز الواقع الحالي ، إلى أفق أكبر وأشمل ، وهناك أرضية وفرص هائلة ستشتغل عليها الفرق والقطاعات المشتركة لرسم خريطة التكامل الجديدة المستهدفة ، في واحدة من أهم مراحل البناء في كلا البلدين ، في ظل توجيه واضح وعازم ، من لدن القيادتين الحكيمتين في البلدين” .
وأكد أن الزيارة التي يقوم بها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – ولقاءه بأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ، ستكون فاتحة خير كبير للبلدين وشعبيهما ودول المنطقة وشعوبها ، فالتدارس والتشاور المستمر بين قيادتي البلدين في كل ما من شأنه تنمية وأمن واستقرار هذه المنطقة وحل معضلاتها ، لهو أمر مهم للغاية في ظل ما يتمتع بها البلدان من ثقل سياسي واقتصادي في المنظومة الخليجية والدولية ، كما أن الفرص المواتية لتفعيل التكامل الاستراتيجي تتكئ اليوم على إرادة صلبة ومقومات ضخمة ، ستقود إلى الكثير من المنافع للأجيال القادمة، ذلك أن عمان تسعى دائماً في محيطها الخليجي والإقليمي إلى تحقيق المزيد من الترابط والتعاون والتكامل، بما ينعكس إيجاباً على حياة شعوب هذه الدول ورخائها وأمنهـــــــــــا واستقرارها .