يواصل مركز طب وبحوث النوم بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة دراساته وأبحاثه في مختلف الاضطرابات المتعلقة بالنوم، وتوعية المجتمع في كيفية علاجها ومواجهتها.
وفي هذا الإطار يتطرق كل من رئيس مركز طب وبحوث النوم بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور سراج عمر ولي ، والباحث في طب النوم الدكتور مراد أسد الله يسوي، لدور هرمون الميلاتونين وأهميته في حياة البشر للحصول على النوم الصحي ، إذ أوضحا أن الميلاتونين هو هرمون موجود بشكل طبيعي في الجسم، وينتج من الغدة الصنوبرية في الدماغ، ويلعب دورًا مهمًا في تنظيم دورة النوم لدى الإنسان، لذلك البعض يسميه هرمون النوم، ولكن هذه التسمية ليست دقيقة تماما، فهي تشير فقط إلى علاقته بالنوم لما يسببه من الشعور بالنعاس والرغبة في النوم.
وأشارا إلى أن هذا الهرمون يفرز ليلاً وتكون في اعلى مستوياتها في ساعات الليل المتأخرة (3 إلى 4 صباحًا) ، أي حوالي ٣ ساعات بعد الدخول في النوم ، ثم يبدا في الانخفاض تدريجيا استعدادا للاستيقاظ ، ويرتبط الارتفاع اليومي في إفراز الميلاتونين بانتظام أوقات النوم ، ويصبح موعد افراز هرمون الميلاتونين قبل ساعتين من موعد النوم المعتاد عليه ، ووظيفة الميلاتونين الرئيسية في الجسم هي تنظيم دورات الليل والنهار أو دورات النوم والاستيقاظ ، ويكون الظلام سببًا في إنتاج الجسم للمزيد من الميلاتونين، مما يشير إلى استعداد الجسم للنوم ورغبته في النوم ، وفي المقابل يقلل الضوء من إنتاج الميلاتونين وهذا يساعد الجسم للاستعداد للاستيقاظ ، فيما يعاني بعض الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في النوم من انخفاض مستويات الميلاتونين ، ويُعتقد أن إضافة الميلاتونين من المكملات الغذائية قد يساعدهم على النوم.
وحول الحالات التي يستخدم فيها الميلاتونين أوضحا: يستعمل الميلاتونين أساسًا لضبط ساعة النوم البيولوجية، حيث يتم استخدامه لاضطراب النوم الناجم عن الرحلات الجوية الطويلة، ولضبط دورات النوم والاستيقاظ لدى الأشخاص الذين يتغير جدول عملهم اليومي (العمل بنظام الورديات) ، وكذلك في اضطرابات الساعة البيولوجية الأخرى، واما الاستعمال الأخر فهو استخدامه كمنوم فهو يستخدم بشكل شائع لعلاج الأرق بأنواعه من قبل المرضى و بدون اللجوء لطبيب مختص نظرا لتوفره في الصيدليات غالبا كمكمل غذائي، ولكن يجب التنويه ان استعمال الميلاتونين بعدم اشراف الطبيب قد يؤدي الى مضاعفات الاستعمال الخاطئ ، بالإضافة عند عدم القدرة على النوم يجب على الفرد ان يحسن من سلوكيات النوم لديه قبل استعمال الميلاتونين او أي نوع اخر من العلاجات.
وحول المضاعفات المتوقعة من استعمال المرضى للميلاتونين استمرا الدكتور ولي والدكتور يسوي قائلين: الميلاتونين هو آمن على الأرجح لمعظم البالغين عندما يؤخذ عن طريق الفم على المدى القصير او الطويل تحت اشراف الطبيب ، وتم استخدام الميلاتونين بأمان لمدة تصل إلى عامين في بعض الأشخاص بشكل آمن ، ومع ذلك يمكن أن يسبب بعض الآثار الجانبية بما في ذلك الصداع، والشعور بالاكتئاب على المدى القصير، والنعاس أثناء النهار، والدوخة، وتشنجات المعدة ، أما الجرعات المناسبة فقد وجدت الدراسات أن 3-5 مليجرام هي الجرعة المناسبة لمن يعانون من قلة النوم ، و5 مليجرام لمن يعانون من عدم القدرة في الدخول للنوم قبل الذهاب الي النوم بساعة واحدة.