أتابع كما يُتابع الجميع مشهد إعداد الأندية للموسم القادم، وسأركّز هنا على أمر يراه البعض عادياً وهو المعسكر الخارجي، الذي أراه أحد أهم عوامل النجاح في الموسم، فالمُعسكر حينما يكون في أجواء باردة أو ربيعية أفضل مِن الأجواء الحارة، والأفضلية هنا باختصار المسافات في رفع المعدل اللياقي للاعبين، وفتح شهيّتهم للتمارين الصباحية والمسائية، كما أنّ العادة جرت بأن تتواجد الفرق الكبيرة في هذه الأجواء وبالتالي هناك فرصة للعب مباريات ودية معها، ولا يُمْكِن تجاهل أهمية تطور البلد الذي ستذهب للمعسكر فيه، وأقصد هنا الفنادق، والملاعب، والصالات المغلقة، والعيادات الطبية، وهي الأمور الأساسية في المعسكرات الخارجية، كما أنّ الادارات الواعية تبحث عن البلدان الهادئة وغير المزدحمة، حتى يكون التنقّل سهلا، ويساعد ذلك في الالتزام بالوقت، ولأجلِ ذلك تجد أنّ غالبية الأندية تختار أوروبا لإقامة المعسكرات الخارجية؛ نظير التنظيم والتطور، والأجواء التي تُساعد اللاعبين في التمارين.
هناك أمور في كرة القدم أُسميها عنوان النادي، ومدى جاهزيته للمنافسة في الموسم الرياضي، وأهم هذه الأمور بالإضافة إلى المدرب المعسكر الخارجي والمباريات الودية، لأنّ هذين الأمريْن بالتحديد هي مَن تُوضح طموحك للّاعب الذي سيُعسْكر معك، فحينما تتعاقد مع جهاز فني كبير فأنت هنا تُوجه الرسالة للّاعبين بأنّ أمامكم عملا كبيرا، وحينما تُعسْكر في أوروبا وتلعب المباريات الودية الكبيرة فالرسالة هنا وصلت للّاعبين دون الحاجة لعمل المحاضرات التي تُبيّن طموح الإدارات، في النهاية ونحن أمام الدعم الكبير من وزارة الرياضة فإنّ الجماهير بمختلف الميول لن تجد الأعذار للإدارات، وستُطالب بتحقيق الأهداف بعيداً عن أيّ ظروف أخرى ربّما تتحجج بها هذه الإدارة أو تلك، لأنّها لم تكن يوماً مُجبرة على الحضور لاستلام زمام أمور النادي، وطالما حضرَت فهي بالتأكيد أعلم بالظروف مِن الجماهير، وبالتالي عليها أنْ تتحمّل مسؤولية كلّ النتائج سواءً كانت إيجابية أو سلبية ، فلا يُمْكِن للجماهير أنْ تُحمّل أشخاصاً ابتعدوا أو أعضاء شرف لم يدعموا، لأنّ هذه الحكاوي انتهت مِن غير رجعة.