بين الفينة والأخرى أتأمل وأقارن بين عصرنا الحالي والتطور الكبير الحاصل في وسائل الإعلام المختلفة ودخول منصات التواصل الاجتماعي في السباق على كعكة جذب الانتباه والتميز بالطرح والأخبار، وبين العهد القديم للإعلام سواء الورقي أو الإذاعي أو التلفزيوني، فسابقاً كانت الشروط صعبة لمن نستطيع أن نطلق عليه لقب إعلامي، وكانت لباقتهم ولياقتهم النثرية وجودة ما يطرحونه مميزا بشكل كبير، ولا يمكن مقارنته بما يحدث الآن!! فمن غير المنطقي أن نرى بعض الإعلاميين يطرح قناعته في مسألة التفاعل الجماهيري من خلال عدد (الرتويت) لتغريدة رئيس النادي والآخر ينقل أخبارا غير صحيحة في لائحة خاصة ببطولة من البطولات دون أن يتعب نفسه بالاطلاع على فحواها ومحتواها ولم يقرأها.. نحن بالفعل في زمن يتسم بالإمكانات الكبيرة لكن بمحتوى سطحي غير ذي جدوى سوى لجذب الانتباه بإثارة لا تقدم لنا أي مفيد في عصر كان من المفترض فيه أن يكون داعما للإعلام الجديد بالتطور والإنجاز، وطرح مواضيع هادفة ترضى المشاهد وتفيده بالكلمة والمعلومة والرأي بعيدا عن الإثارة المعلبة حتى إن مساحات “تويتر” المخصصة للدردشة سحبت بعض الأضواء من بعض البرامج التلفزيونية والإذاعية، وارتادها حتى الإعلاميين وأصبحوا يشاركون وصاروا من أصحاب المساحات وبات هناك متابعون لها بأعداد كبيرة لجرأة طرحها وانتقائها لموضوعات هادفة وبعض المشاركين من عامة الناس يكون مميزا وأفضل من بعض الإعلاميين الذين لهم سنوات في نفس المكان لم يتحركوا أو يتقدموا قيد أنملة.. للأسف.
إضاءة
امتلاك الإعلامي للفكر والطرح النير بعيداً عن التعصب وامتلاكه لمؤهلات علمية لا تقل عن شهادة البكالوريوس، ستساهم في وجود إعلام متزن يقدم الطرح المنطقي ويساعد في تطوير الرياضة السعودية من خلال النقد الإيجابي والهادف. بلدنا ولله الحمد، تزخر بالكثير من المواهب الشابة التي تستطيع أن تمسك زمام المبادرة لرقي الإعلام الرياضي، متى ما أتيحت الفرصة لهم وإبعاد من يعرقل مسيرة التطور والإبداع.
Mohammed158888@