شارك صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، اليوم، في الجلسة الخاصة بتعددية الأطراف والحوكمة الدولية لمحاربة جائحة فيروس كورونا والبناء مجدداً بشكل أفضل، وذلك على هامش اجتماعات وزراء الخارجية والتنمية لدول مجموعة العشرين المنعقدة بمدينة ماتيرا الإيطالية.
وثمن سموه في بداية كلمته جهود جمهورية إيطاليا، رئيسة مجموعة العشرين لهذا العام وترتيبها وتنسيقها واستضافتها لهذا الاجتماع، مشددًا على أهمية التعاون الدولي المتعدد الأطراف سواء من خلال المنتديات العالمية مثل مجموعة العشرين، أو من خلال المنظمات الدولية كالأمم المتحدة.
ونوه بالتعاون الدولي المتعدد الأطراف الذي استطاع إحراز تقدم غير مسبوق في المجالات التنموية والتجارية والأمنية كافة وغيرها، على الرغم من الشكوك التي طرأت في السنوات الماضية حول فاعلية هذا التعاون.
وقال سموه : إن جائحة كورونا (كوفيد-19) جاءت لتذكر العالم بأهمية التعاون الدولي المتعدد الأطراف من أجل تجاوز التحديات التي تواجه العالم، مضيفاً أن لدى مجموعة العشرين دور مهم في تعزيز التعاون والجهود الدولية المشتركة في جميع النواحي باعتبارها المنتدى الاقتصادي الأول في العالم، وذلك لتحقيق أهداف التنمية المستدامة واستعادة النمو الاقتصادي وتقوية أنظمة الصحة العالمية واستعادة الاستقرار في جميع أصعدة الحياة.
وطالب سمو وزير الخارجية بتقوية الجهود الدولية المشتركة عبر تشجيع التعاون الدولي وتقوية العمل المتعدد الأطراف، وتفعيل أطر التعاون الدولي والإقليمي.
وأضاف سموه:”لعل أحد أهم المواضيع التي تبرز فيها أهمية التعاون الدولي المتعدد الأطراف هي التجارة الدولية والاستثمار، فالتجارة والاستثمار تعدّان من أهم عوامل النمو الاقتصادي والتنمية والابتكار وخلق الوظائف في الدول، وحيث أن مجموعة العشرين تمثل ثلثي التجارة العالمية، فإنها تحمل مسؤولية قيادة الجهود العالمية لخلق نظام تجاري مستقر وعادل وشمولي ومبني على الأسس”.
وأكد أهمية مواصلة العمل على إصلاح منظمة التجارة العالمية، مشيراً إلى مبادرة الرياض حول مستقبل منظمة التجارة العالمية التي تقدم مبادئ توجيهية لعملية الإصلاح، التي تأمل المملكة أن يتم العمل بناءً عليها خلال الاجتماع الوزاري الثاني عشر لوزراء منظمة التجارة العالمية MC12) ) في أواخر هذا العام.
وجدد سمو وزير الخارجية في ختام كلمته تأكيد المملكة على أن تضامن الجهود الدولية، وتكاتف المساعي العالمية، وتكامل العمل المتعدد الأطراف بين الدول والمنظمات الدولية والجهات المختلفة في المجتمع المدني، هو السبيل الأمثل لاغتنام الفرص وللتعامل مع التحديات العالمية التي تواجه عالمنا الذي يزداد ترابطاً.
كما أكد أن المملكة كانت ولا تزال تمدّ أياديها بالشراكة الوثيقة والتعاون الفعّال مع المجتمع الدولي لمواجهة التحديّات التي تهدِّد العالم والبشريّة، إيمانًا منها بأهميّة تحقيق سُبُل عيشٍ أفضَل للإنسان في كل مكان، وفي مُختلف الظروف، وسعيًا منها إلى تحقيق الرفاه والأمن والسلام لشعوب العالم.