لازال الإعلام الرياضي محط اهتمام الكثيرين من كافة الأطياف، ولازال مؤثرا منذ أن تشكلت لبناته الأولى، وحتى وقتنا الحالي، ولا شك أننا نؤمن بوجود أخطاء فيه سواء على مستوى المؤسسات أو الأفراد، وأعني الصحافيين والمراسلين والنقاد، ومن هم في حكمهم، إلا أن أخطاء المؤسسات الإعلامية قد تكون قليلة جدا، بحكم الرقابة الصارمة والاهتمام الكبير والقوي من قبل القائمين عليها، بعكس الأفراد الآنف ذكرهم الذين يمتلكون حرية الحديث من خلال حساباتهم الشخصية في وسائل التواصل الحديثة.
إن ما نود الوصول إليه هو تسليط الضوء على أهم جزء في المنظومة الرياضية، وأعني (الإعلام الرياضي)، فبينما نبحث عن إعلام يهدف لتقويم الأخطاء والحد من التعصب بين الجماهير نصطدم بحجر عثرة كبير يتمثل في تسليط بعض البرامج الرياضية الضوء على عدة محاور وأمور تثير التعصب عبر نقاشات بعيدة كل البعد عن الأهداف السامية التي ننشدها.
إننا على يقين تام أن الرياضة ساحات “تنافس” وهذا التنافس بديهي جدا يخلق (الجدل) والنقاشات سواء بين الإعلاميين أو الجماهير بمختلف ميولهم، وفي كل الملفات الرياضية، ونعرف أن أي تنافس لابد أن يكون فيه منتصر وخاسر، ومن الطبيعي أن يتحدث أنصار الفائز عن الفوز والاستشهاد ببعض الحالات الرائعة والمشابهة سابقا وكل ذلك نكاية في الخاسر، والعكس لدى أنصار الخاسر من خلال الحديث عن عدة جوانب ساهمت في الخسارة …الخ ، وكل ذلك مقبول شريطة أن يكون في حدود الأدب وفروسية المنافسة، ولا مانع من أجواء مايسمى (الطقطقة) لأنها من حلاوة وروح الرياضة.
ولازلت على قناعة أن أي تنافس يخلو من التحدي والمناكفات المعقولة والمقاطع الطريفة التي تنتشر بين الجماهير، ليس تنافسا ولن تكون له أي قيمة وطعم.
إننا والكثيرين نلاحظ في الآونة الأخيرة عددا من الأصوات التي تلقي اللوم على منسوبي الإعلام الرياضي وأنهم سبب في تفشي التعصب والكراهية بين الجماهير وهذا كله جاء بسبب آراء وأحاديث وأطروحات بعض الزملاء التي فتحت لها بعض البرامج المساحات، ولكن يظل التعميم ظلما لكثير من الإعلاميين المتمسكين بأدبيات المهنة.
وعلى الجمهور دور كبير في عدم تداول ومناقشة ما يتم طرحه سلبيا، وما يندرج تحت مايسمى #اعلام_الاندية، وأيضا عليهم أن لا يطالبوا كل منتمٍ للإعلام بأن يظهر وكأنه مشجع لناديه ضاربا بمهنته عرض الحائط.
نعم، نلحظ تغييب نوعا ما لدور الإعلام الحقيقي في كثير من القضايا والملفات التي كانت فيها ألوان الأندية حاضرة تعاطفا دون النظر لأهمية قول الحق، وتظل الغرابة حاضرة حينما نشاهد ونسمع بعض أبناء الإعلام يناصرون ويؤيدون كثيرا من الجمهور لإبقاء هذا التصنيف على مستوى البرامج الرياضية وأيضا عبر وسائل الإعلام الأخرى وتصنيف الإعلاميين حسب النادي، وهذا مع الأسف فيه إساءة لمهنة الإعلام.
ليس عيبا أن تشجع فريقك وتعين على كسب حقوقه أمام الأخطاء، وفيما يخص قضاياه، ولكن يجب أن تراعي حق وواجبات الإعلامي وألا تخلط بين عاطفتك كمشجع وبين أمانتك وقيمتك كإعلامي.
أعتقد أن مهمة التصحيح ليست على عاتق وزارة الإعلام أو هيئة الاذاعة والتلفزيون والبرامج وحسب، بل الدور كبير جدا على الشريك المهم(الجمهور)، ليعمل الجميع على مواجهة كل متعصب وكل رأي يثير الرأي العام ويحدث نوعا من التصادم الجماهيري، أو على أقل تقدير الحد من كل ذلك ولو بالتدرج لحين تحقيق الكمال وإن كان صعبا!!