جدة- ياسر بن يوسف
رأت استشارية طب النوم بمركز طب وبحوث النوم بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتورة رنيا الشمراني، أن قيلولة النوم ليست للجميع ، إذ يجد البعض أنها قد تأتي بنتائج عكسية ، حيث يمكن أن تتعارض مع قدرة الشخص على النوم ليلاً ، ولذلك ينصح بتجنبها لمن يعانون من الأرق.
وقالت الدكتورة رنيا، إن القيلولة هي فترة قصيرة من النوم، وعادة ما تكون خلال النهار ، ويعتقد الكثيرون بأنها وسيلة فعالة للاسترخاء وإعادة شحن الطاقة ، في حين يجد آخرون أنها غير مفيدة لنومهم ، فأحد العوامل الهامة المسؤولة عن الآثار المتباينة لها هي مدتها ، إذ وجد الباحثون أن خمس دقائق تعتبر قصيرة جدًا للتنقل خلال مراحل النوم العميقة لإنتاج فائدة ملحوظة ، أما إن كانت مدتها لفترة طويلة جدًا (أكثر من ثلاثين دقيقة) أو الاستيقاظ من مرحلة النوم العميق ، فيمكن أن تتسبب بالشعور بالانهاك لمدة قد تصل إلى ساعة كاملة من بعدها.
قيلولة النشاط أفضل
وتابعت قائلة :” بالنظر إلى هذه الاعتبارات، فإن أفضل مدة قيلولة في معظم الحالات هي أن تكون طويلة بما يكفي لتكون منعشة ، ولكن ليس لفترة طويلة تتسبب في الشعور بالانهاك ، فالقيلولة التي تدوم من 10 إلى 20 دقيقة تعتبر مثالية، ويشار إليها في بعض الأحيان باسم “قيلولة النشاط” لأنها توفر فوائد الانتعاش دون الشعور بالنعاس بعد ذلك. ويظل السؤال: هل القيلولة جيدة بالنسبة للفرد ؟ والإجابة : القيلولة يمكن أن تكون مفيدة أو ضارة اعتمادًا على عدد من العوامل المختلفة، مثل العمر ، ووقتها ومدتها، والدافع لها ، فالمحرك الداخلي للشعور بالحاجة للنوم ، مرادف للشعور بالجوع ، وكلما طالت المدة بعد الوجبة الأخيرة عندما نستيقظ من نوم ليلة جيدة، تكون الحاجة الملحة للنوم منخفضة ، وتزيد الحاجة للنوم ببطء على مدار اليوم حتى نشعر بالنعاس عندما يحين وقت النوم ، فالنوم الجيد ليلاً يقلل من الحاجة الملحة للنوم خلال النهار، ومن ثم تبدأ الدورة مرة أخرى في اليوم التالي، فالقيلولة خلال النهار تقلل من المحرك الداخلي للشعور بالنوم، والتي يمكن أن تساعدنا على الشعور بمزيد من اليقظة وأداء أفضل ، ونتيجة لذلك، يمكن أن تساعد في الحد من النعاس، تحسين التعلم ، مساعدة تشكيل الذاكرة والسيطرة على المشاعر.
القيادة والشعور بالنعاس
ونوهت الدكتورة رنيا، أن القيلولة تلعب دورًا خاصاً للسائقين ، حيث أن القيادة أثناء الشعور بالنعاس أمر خطير بالنسبة للسائق والركاب وغيرهم على الطريق ، فإذا بدأ السائق بالشعور بالنعاس أثناء القيادة، فينصح بالتوقف فورًا في مكان آمن، وأخذ قيلولة لمدة عشرين دقيقة لا أكثر ، كذلك العاملون في نوبات عمل مختلفة هم أكثر عرضة للآثار الصحية والإصابات بسبب فقدان النوم, ولذلك فان القيلولة المخطط لها قد تحسن الأداء واليقظة لديهم.
5 نصائح صحية
وتقدم استشارية طب النوم بعض النصائح للحصول على القيلولة الجيدة وهي: ضبط المنبه ، فإذا كان الفرد يريد أن يشعر باليقظة والإنتاجية بعد القيلولة ، يمكنه ذلك عن طريق الحد من مقدار الوقت الذي يقضيه نائمًا (من 10 إلى 20 دقيقة المدة المثالية)- أخذ قيلولة في وقت مبكر ، فالقيلولة في وقت متأخر من اليوم يمكن أن تؤثر على قدرة الشخص على النوم ليلاً ، فهنا يجب المحاولة أن تكون في المنتصف بين الوقت الذي يستيقط فيه الفرد والوقت الذي يخطط فيه للذهاب إلى السرير ليلاً – خلق بيئة صديقة للنوم ، فاعتمادا على مكان وجود الفرد، قد يكون أو (لا) يكون متاحا لديه فراش مريح ، لكن يساعد كثيرًا أن تكون القيلولة في مساحة مريحة مظلمة باردة وهادئة – وضع المخاوف جانبًا : التفكير في مصادر القلق سيبقي الفرد مستيقظًا، فإذا كان الشخص يواجه مشكلة في التخلي عن المخاوف وقوائم المهام اليومية، فعليه محاولة ممارسة تمارين الاسترخاء التي يمكن أن تساعده على النوم والاستيقاظ من القيلولة بنشاط – التفكير في سبب القيلولة ، فلا بد أن يفكر الفرد في ما يأمل في الحصول عليه منها عند تعيين النوايا، فيمكنه التخطيط لها للحصول على الأهداف المرجوة منها.
قيلولة الأطفال أكثر
وخلصت الدكتورة رنيا إلى القول ، يحتاج الأطفال إلى القيلولة أكثر من البالغين، إذ يحتاج الأطفال الأصغر سنًا إلى الحصول على قيلولة أكثر من الأطفال الأكبر سنًا ، ونتيجة لذلك، يتغير دورها مع تقدمنا في العمر ، ومع ذلك فأن قيلولة منتصف النهار ليست خيارًا للجميع ، ويمكن للعمل وغيره من الالتزامات أن تجعلها مستحيلة ، إضافة لذلك، فان بعض الناس يجدون صعوبة في النوم خلال النهار أو بعيدًا عن المنزل ، وعلى الرغم من الفوائد المذكورة أعلاه للقيلولة القصيرة المدى (من 10 إلى 20 دقيقة) ، فبالنسبة لكبار السن، ارتبطت بعض الآثار الصحية الضارة مع أخذ قيلولة طويلة جدًا في منتصف النهار (أكثر من ساعة في المدة) ، إذ ربط الباحثون القيلولة الطويلة بزيادة خطر الإصابة بالسكري ، أمراض القلب والاكتئاب ، قد يكون هذا بسبب قيلولة منتصف النهار الطويلة في البالغين وهي إشارة إلى أن النوم ليلاً ليس جيدًا ، وهناك حاجة إلى مزيد من البحوث لفهم العلاقات بين القيلولة الطويلة وهذه النتائج السلبية في كبار السن.