بقلم: عفت السراج
يكبر أبناءنا الیوم في حضرة “السوشیال میدیا” وسطوتھا، فتجلب لھم العالم كله وتقدمه لھم على طبق من فضة بين أيديهم، وھم في بيوتنا،. وبذلك تفتح لهم آفاقاً واسعة لمعرفة ثقافات العالم، ولكنها أيضاً تغز عقولهم بأفكار غريبة أحياناً، إذ ذاع سيط ما يسمى بالمؤثرین (influencers) على وسائل التواصل الاجتماعي، هؤلاء الذین یمتلكون أعداداً كبیرة من المتابعین، ویقدمون محتوى مصوراً أو كتابياً بشكل يومي. وسواء شئنا أم أبینا سنجد أن أطفالنا یشاھدون كثیراً أو قلیلاً من ھذا المحتوى أو من الممكن أن یكونوا من المتابعین المدمنین لھم.
وتظھر المشكلة عندما نلقي نظرة أقرب على ھؤلاء المؤثرین ونجد أن أغلبھم لا یقدمون شیئاً ذو قیمة، بل ربما لا یفعلون ما له قیمة في حیاتھم أصلاً، ولكنھم بما یملكون من حضور ومتابعین، یستطیعون التأثیر على عقول أطفالنا وطباعھم بشكل سلبي. فماذا نستطیع أن نفعل أمام ھذا الكم من الأفكار؟ بالطبع لا نستطیع أن نمنع أولادنا من “السوشیال میدیا” وأمثالھا بشكل قطعي، ولا یمكننا مراقبة كل ما یشاھدونه حتى نفرق لھم الطیب من الخبیث ولذلك علینا أن نمكنھم من التمییز بأنفسھم، ولكن كیف نقدر على ذلك ؟
أرى أنه لابد أن یكون لأطفالنا قدوة، مثال یحتذى به، نموذج للمؤثر الحقیقي، المؤثر الإیجابي، حتى یكون لھم بمثابة مرجع، ویضعونه دائماً في المقارنة مع أى مؤثر آخر. وإن اخترنا أن ننتقي ھذا الشخص من زمننا ھذا، فإني أرى أن الأمیرة ریما بنت بندر أفضل اختیار لما نستطیع أن نتعلمه من حیاتھا.
فحیاة ریما بنت بندر نموذج للمؤثر الإیجابي الذي لا یتأثر بما حوله من سلبیات. فقد عاشت ریما طفولتھا في أمریكا، وكبرت كأمیرة بنت أھم سفراء المملكة، فرأت كل رفاھیات الحیاة متاحة من المطاعم الفارھة والسیارات الفخمة والقصور الشامخة، وعاشت حیاتھا وسط كبار الناس وأھمھم، إلا أنھا استطاعت المحافظة على تواضعھا أمام كل ھذه الأمور، واستطاعت التمسك بثقافتھا السعودیة أمام مغریات الحیاة في أمریكا. فأخذت الإیجابیات من ھذه الحیاة والمجتمع الأمریكي، حیث تمیزت باللباقة والثقافة واحترام الآخرین، ولم تتأثر بسلبیات المجتمع الغربي.
لم تكتف الأمیرة ریما بمركز عائلتھا، وما لھا من مكانة، فوالدھا الأمیر بندر كان سفیراً محنكاً ومن أكثرھم دبلوماسیة، وھي حفیدة الملك فیصل والأميرة عفت، وھم أغنیاء عن التعریف، ولكن رغم مكانة عائلتھا إلا أنھا أصرت على أن تكون خیر سلف بالعمل والتعلیم. بعد نجاحھا في المجال التجاري في شركات مختلفة كان بعضھا من تأسیسھا، وانتقلت ریما إلى العمل الحكومي حیث شغلت العدید من المناصب المرموقة، وأثبتت نفسھا وقدراتھا حتى تم تعیینھا سفیرة السعودیة في أمریكا، وأصبحت بذلك أول سفیرة سعودیة.
ألھمت ریما العدید من الناس وخصوصاً الفتیات اللاتي رأين فیھا قدوة حسنة ودليل على إمكانية كسر الحواجز الزجاجیة التي یصنعھا جزء من المجتمع ضد النساء. وعلمت ریما بمدى تأثیرھا، وبالمسؤولیة التي تحملھا، فكانت شدیدة الاھتمام بالأنشطة المجتمعیة المھتمة بتمكین المرأة، حیث اشتركت مع شركة
Glowork لمساعدة النساء في أماكن العمل وخصوصاً الأمھات، بالإضافة إلى إنشائھا لمؤسسة ألف خیر التي تعلم النساء الاكتفاء الذاتي المالي، فكانت حقاً أیقونة لتمكین المرأة، بدليل اختيارها في قائمة Forbes لأقوى 200 امرأة عربیة.
أرى أن الأمیرة ریما بنت بندر ھي مثال ممتاز يحتذى به في الجد والاجتھاد والتعلم والأخلاق والتأثیر الإیجابي في نفسھا وبیئتھا ومجتمعھا. ومن المھم أن یكون لدى الأطفال قدوة حسنة یحتذى بھا، ولكن الأھم أن نساعدھم على بناء شخصیات قویة قادرة على التقكیر والتطور المستقل، فبھذا یصبحون مؤثرین ولیس متأثرین. أما أنتم فما رأیكم؟ فمن الذي ترونه قدوة جیدة یساعد على بناء جیل ذو شخصیة قویة ؟
شاركونا على ھاشتاج
#المؤثرین_السعودیين_الأحق
#TrueSaudiInfluencers.
#ريما_بنت_بندر