الإقتصاد

 الشراء بقدر الحاجة .. ولا تكن من المسرفين

جدة- نجود النهدي

نواصل تناولنا لجوانب ثقافة التسوق ، ونركز من خلالها على أهمية الوعي الشرائي من منافذ البيع ، وأيضا في التسوق الإلكتروني ، حيث أن كثيراً من المعروضات على شاشة واحدة في هاتفك أو حاسوبك ، وبالتالي سهولة التعرف على متوسط واتجاهات الأسعار والعروض المتوفرة. وقبل النقاش نشير هنا إلى رصد سعر سلطة تونة خلطة الذرة بحجم ١٦٠ جراما بسعر ٢٨.٩٥ ريال بينما في موقع آخر بسعر ٢٦.٢٥ ريال لنفس العبوة والوزن.
في جولتنا نحرص دائما على معرفة رأي المستهلك في ما نطرحه حول تلك الجوانب التسويقية.
والبداية مع سليمان الرحيلي ، الذي يرى أن يكون الشراء دائما في حدود الدخل المالي المتاح ، والذي يدل على وعي المستهلك وعقلانية قراراته الشرائية، ومن يملك هذا الوعي يملك ثقافة شرائية صحيحة تجنبه الإسراف والديون ومن أهم نقاط الوعي عند شراء السلع هو النظر للسعر والكمية ومقارنتها مع المنتجات البديلة في حالة ارتفاع السعر.

من جانبه يرى عبد الله عبد الفتاح ، أن المستهلك له الدور الأكبر للحد من ارتفاع السلع الاستهلاكية بتجنب شراء المرتفع منها، وتكاتفه مع هيئة حماية المستهلك والبلاغ عن التجاوزات.
من جهته يقول ماهر طلعت: عندما ينوي العميل شراء سلعة ما ، فهو يتطلع إلى إيجاد فرصة جيدة ويبحث عن خيارات أفضل للشراء ، وبالتالي يلجأ كثيرون إلى مقارنة الأسعار في عدة أماكن، والتعرف على فوائد هذه السلعة ومدى حاجته إليها، وعندما يحدد ما يريده من حيث الكم وتقدير القيمة ، هنا يقارن بين الأسعار ، ويمكن أن يبحث عنها في جولة الكترونية عن الأسعار والعروض ، وما تستحقه بالفعل قبل اتخاذ قرار الشراء.


معادلة أساسية للتسوق
هذه النقاط طرحناها على المستشار الاقتصادي الدكتور فهد بن بكر غيث، فأكد بداية على أن الاحتياجات تختلف من شخص لآخر ومن أسرة لأخرى ، بل ربما تمتد من مجتمع لمجتمع آخر.
وأضاف: دعونا نحدد احتياج أسرة في مجتمع واحد لنجد هذه الأسرة تحدد ضرورياتها من مأكل وملبس وخلافه ، كما أنها تدرك الاحتياجات الكمالية التي لا يؤثر عدم الحصول عليها على حياتهم الصحية والنفسية والاجتماعية.
إذن نحن نستشعر الضروريات ونميزها من الكماليات ، وطالما أدركنا احتياجاتنا اللازمة التي يصعب الاستغناء عنها وتتناسب مع إمكانيات الأسرة (الدخل الشهري) ، من هنا سوف يتم الاعتماد على المبلغ المرصود لشراء الاحتياجات الغذائية كمثال لجزء من الاحتياجات العامة وهنا لا بد من مقارنة الأسعار لمنتج محدد لاحتياجاتنا بين مجموعة من مستوردي هذا المنتج ويتكرر ذلك في باقي المنتجات.

ومع تكرار هذه المقارنة بين أفراد المجتمع واستفادوا من فروقات الأسعار بين محلات البيع ، كان لذلك تأثير إيجابي للمجتمع وهو تنامي الوعي الاستهلاكي ، وبالمقابل يؤثر هذا الوعي سلبيا على الجهات التي تبالغ في أسعارها لغرض زيادة الدخل مما يؤدي الى ركود السلع لديهم، وفق نظرية “معدل الأرباح” فكلما انخفض السعر زادت كمية المبيعات وبالتالي زادت الأرباح.
إذن نحن بحاجة دائمة ومستمرة لثقافة اقتصادية ، نتطلع من خلالها إلى ما يجب أن نختاره من احتياجاتنا الضرورية ، وألا تقودنا رغباتنا الاستهلاكية إلى ليس ضروريا ، وأن نسعى لمعرفة الاحتياجات الضرورية ونشتريها بأقل الأثمان مع مراعاة الجودة ، ونتذكر دائما قول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)، فالإسراف يكون بشراء وإعداد الطعام الزائد عن الحاجة والذي قد يكون مصيره النفايات ، وكذلك الإسراف في اهدار المياه والطاقة وغيرهما ويعود بالخسارة على الفرد والمجتمع والاقتصاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *