حينما كنّا نتابع منتخبنا قديما لم نكن نعلم أنّ كرة القدم تزرع بداخلنا عشقا نحصد ظلاله اليوم، فهي تُعزّز الولاء والانتماء لهذا الوطن الكبير، وقد زادت قناعتي بذلك وأنا أرى ابني اليوم سعيداً بنفس سعادتي في نهاية التسعينات، وهي ذات السعادة التي كان عليها والدي في بداية الثمانينات.
إنّ مَن تأهّل إلى التصفيات النهائية لكأس العالم، ونهائيات كأس آسيا هو منتخب الوطن الذي يجمعنا، ولا يُمْكِن أن يُفرّقنا، ومثلما نفخر بقيادتنا ووطننا، فيجب أنْ نفْخر بالمنتخب الذي يُمثلنا. منتخبنا تصدّر المجموعة التي تواجد بها أوزبكستان، ومن لا يعرف اهتمام أوزبكستان بكرة القدم فيجب أنْ لا يُقلّل منه.
منتخبنا مع رينارد سيكون قوة ضاربة وحازمة أمام المنافسين، لأنّ مَن استطاع أن يرسم السعادة على ٣ شعوب أفريقية في ٨ سنوات قادر على إسعاد السعوديين، بإذن الله.
وسيأتي الوقت الذي نتغنّى فيه بمنتخبنا مع هذا المدرب الذي أحضر لاعبين من الوحدة والاتفاق والأهلي والنصر والهلال والاتحاد والشباب، وسيستدعي مُستقبلاً كلّ من يستحق ارتداء شعار الأخضر؛ مهما كان الفريق الذي يلعب له، ولا يمكن إغفال الأسماء الشابة التي لو لم يكن رينارد مدرباً لَمَا وجدَت الفرصة، ولكنني للأسف وجدْت مَن ينتقد المدرب الذي يفوز على الأوزبك ذهابا وإياباً، ويفوز بالثلاثة والخمسة على سنغافورة وفلسطين واليمن، ولا أعلم ماذا يريدون أكثر مِن ذلك، حيث تجِد البعض يُطالبه بإشراك الاسم الفلاني، وإبعاد الاسم العلّاني وهو جالس في بيته لا يعرف تفاصيل التفاصيل عند كلّ اللاعبين، وغير مُكترث بأنّه ينتقد المدرب الذي يمتلك من التاريخ والخبرة الشيء الكثير أولاً، ويُقدم مع منتخبنا نتائج ومستويات ممتازة ثانياً، ورسالتي لمثلِ هذه الأصوات:
حينما يقود منتخب بلدك مدرب بهذه القيمة فلا تستعرض عضلاتك عليه وتطالبه أنْ يزجّ بالتشكيلة التي تريدها أنت لأنّه لن يستمِع لك مهما كتبْت أو تكلّمت.
خاتمة:
شكراً سمو الأمير عبدالعزيز الفيصل، ومَن معه، والشكر لياسر المسحل ومَن معه، والشكر كذلك للّاعبين، والأجهزة الفنية والإدارية والطبية، وكلّ شخص ينتمي للمملكة العربية السعودية، وفالنا التوفيق، بإذن الله.