جدة ــ ياسر بن يوسف
تمثل السياحة الزراعية أحد أهم مظاهر جذب المصطافين في مختلف مناطق المملكة فضلا عن انها توفر فرص عمل للشباب والأسر المنتجة كما أنها ترتبط عادةً بزيارة المدرجات الزراعية التي تعد من أجمل مظاهر الحياة الريفية خاصةً في أوقات الصيف، وتحتضن هذه المدرجات سنابل “البُر” و “الشعير” و “الدخن” و”الذرة البيضاء” وغيرها من المحاصيل التي تشتهر بها المرتفعات الجبلية، فضلا عن مزارع الحمضيات والعنب ومختلف الفواكه.
واوضح مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة مكة المكرمة المهندس سعيد بن جار الله الغامدي إن السياحة الزراعية مشروع رائد يصب في رؤية المملكة 2030 ويعيد تشكيل الخريطة السياحية والزراعية بالمملكة ويقدم فرص عمل للشباب والشابات والأسر المنتجة، ويسعى إلى إيجاد بدائل مميزة لقطاع الإيواء السياحي والسفر والاستمتاع بالطبيعة، وهذا التحول لبعض المزارعين المنتجين للورد والفاكهة الى استثمار مزارعهم في مشاريع زراعية سياحية وتهيئتها بتوفير خدمات ومتطلبات الزوار اثر ايجابي وناجح حيث اصبحت مزارعهم وجهة سياحية رائعة في المنطقة خاصة بعد جائحة كورونا.
فأصبحت بعض مزارع الورد، والتي تشهد تنافسا كبيرا فيما بينها في الجوانب التطويرية والتشغيلية مجموعة كبيرة من البيوت المحمية بأحجام متفاوتة، وحقول زراعية مكشوفة، وتنتج عشرات الأصناف الزراعية المتنوعة وبكميات وفيرة على مدار العام، لتحقيق الجانبين السياحي «الترفيهي» والتثقيفي، بما يضمن تقديم هذه المزارع لزوارها كوجهة سياحية جديدة في المنطقة ، وإضافة إيراد مالي جديد، وتبني التوازن البيئي، والتنوع في المحاصيل والإنتاج وهي أحد الأنماط السياحية التي تسمح للسائح بزيارة مزرعة (قائمة) للاستمتاع بعدد من الأنشطة المرتبطة بالنشاط الزراعي والحياة الريفية، وتطوير المزارع وتنويع مصادر دخلها لضمان استدامتها.
حيث تسعى هذه المزراع لتكون إحدى المبادرات السياحية الزراعية الريفية التي توظف لخدمة المجتمع، لإثراء التجربة السياحية المحلية وإيجاد عناصر للترفيه والمتعة والتعليم، وتمكين المزارعين من تطوير برامج ومنتجات وخدمات وأنشطة سياحية في مزارعهم. حيث اصبحت مناسبه جدا للعائلات ولتعليم الاطفال حب الزراعة والاستمتاع بعدد من الأنشطة المرتبطة بالنشاط الزراعي والحياة الريفية.
واضاف الغامدي أن السياحة الزراعية وثقافة الزراعة المستدامة والحصاد المستمر التنافسي، من أجل فكر سياحي جديد ومميز وبديل للسياحة التقليدية، يجب دعمها حيث تهدف إلى محاولة استقطاب الزوار من داخل وخارج المنطقة، وزيادة البرامج السياحية، والتنشيط السياحي، خصوصاً مع إدراج المزارع في قوائم وجداول المكاتب السياحية ومنظمي الرحلات السياحية والمرشدين السياحيين، باعتبارها عوامل جذب سياحي مهمة .
كما ان صندوق التنمية الزراعية يقوم على المساهمة في التكاليف الاستثمارية والتشغيلية للمنشآت السياحية داخل المزارع المرخصة بتمويل مباشر من الصندوق بقروض طويلة الأجل0.