قام الملك عبد العزيز طيب الله ثراه بتوحيد المملكة العربية السعودية ووحد مجتمعاتها المتفرقة تحت راية التوحيد وقد وصف بالإمام العادل في كتاب للسيد عبد الحميد الخطيب والذي عينه الملك عبد العزيز بمجلس الشورى ١٣٥٥هـ-١٣٦٦هـ ، وتضمن الكتاب خطابات الملك عبد العزيز التي عكست عدالته المبنية على كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام حيث قال في مأدبة ملكية “وقد أعز الله الإسلام بسلمان الفارسي وبلال، وأذل أبا جهل وأبًا لهب ولم تنفع هؤلاء قرابتهم من رسول الله “.
وانطلاقا من ديننا وشريعتنا ومبدأ العدل والشورى ، والذي يعتبر أحد ركائز الدولة التشريعية قام المجلس بدراسة أوضاع أبناء المواطنة على مدى عدة دورات.
ففي مجلس الشورى في دورته السادسة قدمت مجموعة من العضوات مشروعين لتعديل نظام الجنسية يسمح لأبناء المواطنة بالحصول على الجنسية السعودية تم دمجهما وتمت المواءمة في المجلس، ولكن لم يتم التصويت عليه.
ثم أعلنت الرؤية الطموحة للملكة ٢٠٣٠وصدر نظام الإقامة المميزة بالمرسوم الملكي في الدورة السابعة.
وقد كنت إحدى العضوات اللاتي صوتت بالموافقة على النظام بالمجلس. وبما أن الإقامة المميزة متاحة الحصول عليها بمقابل مادي لغير السعوديين وبغض النظر عن خلفياتهم الثقافية، وجدنا أولوية المطالبة بالإقامة المميزة لابناء المواطنة ،
وبناءً عليه فقد تقدم مجموعة منا في الدورة السابقة بتوصية تطالب بإعطاء الإقامة الدائمة لأبناء المواطنة لعدة مبررات من أهمها سقوط كفالتهم عن الأم في حالة وفاتها ويقتضى عليهم البحث عن كفيل آخر . فجاءت التوصية لتتماشى مع تأكيد المساواة بين المواطن والمواطنة في الحقوق والواجبات في ظل الشريعه الإسلامية والنظام الأساسي للحكم. ومع أن التوصية حصلت على تأييد الاغلبية في تصويت أعضاء المجلس ، لكنها لم تصل الى حد تبني القرار . ثم قمنا بتقديم مقترح إضافة مادة جديدة لنظام الاقامة يسمح لأبناء المواطنة الحصول على الإقامة الدائمة دون رسوم شريطة أن يكون الزواج تم بموافقة الجهة المختصة، أوأن يكون عقد النكاح موثقا من الجهة المختصة . ونأمل عرض المشروع للتصويت في هذه الدورة الثامنة.
إن نظام الاقامة المميزة يمنح الإقامة الدائمة لأشخاص غير سعوديين لدواعي اقتصادية لذلك وجدنا من الأولى تأييد مقترح الإقامة الدائمة لأبناء المواطنة والذي يقوم على تحقيق مبدأ العدالة حسب ما نصت عليه المادة ٨ من النظام الأساسي للحكم وتوثيق اواصر الأسرة خاصة لمن لا يعرف سوى أرض هذا الوطن.
وقد انتشر مؤخرا استطلاع للرأي بهذا الخصوص نصه ” ما رأيك بمنح إقامة دائمة لأبناء المواطنة المتزوجة من أجنبي ومعاملتهم كمواطنين – تنوعت ما بين مؤيد ومعارض . أتمنى أن تتوسع آفاق غير المؤيدين ويستشعروا الوضع الحرج للمواطنة السعودية ويتذكروا أن الأم هي المصدر والمؤثر الأول لتعلم القيم والأخلاقيات مما يبعث الطمأنينة والولاء التام لابناء تلك الأم لهذا الوطن المبارك .
صدقا أقول بلادي عزيزة وأهل وطني كرام ، وحكومتي رشيدة ، والتحول الوطني الجميل الذي نشهده حتما سيشمل الحلول المناسبة للمواطنة وأبنائها.