جدة- ياسر بن يوسف – تصوير- خالد بن مرضاح
يعتبر اليوم العالمي للبيئة جزءاً من الجهود المهمة المبذولة لحل المشاكل البيئية والمتمثلة بإزالة الغابات، والاحتباس الحراري، وإنتاج المخلفات، وفقدان مصادر الغذاء، والتلوث، لذلك تتَركَّز جهوده على المساهمة في إنشاء مشاريع ناجحة لتقليل انبعاث غازات الدفيئة، وإدارة زراعة واستهلاك الغابات، إضافة إلى زراعة الأراضي التي تُعاني من انحلال تربتها، والوصول إلى محايدة الكربون ليصبح استِهلاكُه مساويا لإنتاجه عالمياً، وإنتاج الطاقة اعتماداً على الشمس، والاهتمام بالشعاب المرجانية والبيئات المعرَّضة لخطر الانقراض، وإنشاء أنظمة تصريف صحية وصديقة للبيئة. وقد اهتمت المملكة منذ وقت مبكر بقضايا البيئة كما أولت رؤيتها الطموحة حماية البيئة والموارد الطبيعية أهمية قصوى لتحقق نقلة نوعية في مجال الحماية وتقليل نسبة التلوث البيئي وإعداد منظومة المناطق المحمية وإصدار الأنظمة والتشريعات اللازمة، فيما تبذل الجهد باطلاق المبادرات ومنها مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر.
مركز التميز البحثي بجامعة المؤسس
ويعد مركز التميز البحثي في الدراسات البيئية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة ضمن الجهود المبذولة للعناية بأبحاث تلوث الهواء والمـاء والمخلفات الصلبة وتحقيـق الريادة البحثية محلياً وإقليمياً وعالمياً،عن طريـق التكامل بين منسوبيه من إدارييـن وباحثيـن بالإضافة إلـى الباحثيـن المتعاونين من الجامعة والجهـات الأخرى ذات الاهتمامـات البحثيـة البيئية.
وفي هذا السياق أكد مدير المركز الدكتور إقبال إسماعيل لـ(البلاد) أن المملكة العربية السعودية كغيرها من الدول تواجه تحديات بيئية عديدة تؤثر على صحة أفراد المجتمع؛ لذا حظيت القضايا البيئية باهتمام بالغ في الخطة التاسعة للتنمية في المملكة ، كما اعتمد النظام العام للبيئة، والخطة الاستراتيجية الوطنية للصحة والبيئة، كذلك نالت الأبحاث في المجال البيئي قسطاً وافراً من الاهتمام وذلك من خلال الخطة الوطنية للعلوم والتقنية.
وأشار إلى تأسيس المركز في 1428هـ بدعم وتمويل من وزارة التعليم العالي، آنذاك، ضمن مبـادرة مراكز التميز ليعنى بأبحاث تلوث الهواء والماء والمخلفات الصلبة من خلال ثلاث مجموعات بحثية، مؤكداً أن إنشاء المركز يعد ركيزة وطنية هامة من ركائز العلم والمعرفة في القضايا البيئية المتعددة، ويمثل دعوة جادة وصريحة لكل العاملين والمهتمين في مجال البيئة من علماء وباحثين وطلاب دراسات عليا ( من الجنسين) للاستفادة من الإمكانيات، والتسهيلات العلمية والمادية التي يقدمها، وذلـك باستخدام أحدث التقنيات والمختبرات، وتوفير الكوادر المتخصصة، التي تساعد في إنجاز الأبحاث العلمية والتطبيقية والتطويرية بمرونة كافية تتناسب مع مستجدات التطور التقني المتسارع.
المعامل والأجهزة
واستطرد قائلاً: إنه بالإضافة إلى المعامل والأدوات والمعدات الفنية الأساسية تم تجهيز معامل المركز بسبعة وعشرين جهازاً معملية أخرى ،ويوجد في المركز حالياً معمل تلوث الهواء – معمل تلوث الماء – معمل المخلفات الصلبة – معمل المخلفات الصلبة -معمل الأحياء الدقيقة – معمل التحليل الكيميائي.
وتضم أجهزة المعامل عدة أجهزة منها جهاز الغاز كروموتوغرافي مطياف الكتلة- -الكروماتوجرافي عالي الكفاءة (عالي السرعة) للسوائل – وحدة تحليل النيتروجين-جهاز بلازما الثنائي للحث المزدوج (ICP)-جهاز المقياس الطيفي للفصل اللوني الكروماتوجرافي للغاز (GC-MS)- جهاز عالي الكفاءة للفصل اللوني الكروماتوجرافي للسوائل (HPLC )- جهاز الفصل اللوني الكروماتوجرافي للايون -جهاز تحليل الكربون العضوي الكلي ( TOC )-جهاز كلد جاهل (وحدة تحليل النيتروجين) -جهاز سبكتروفوتوميتر ثنائي الشعاع.
– قياس طيف الأشعة فوق البنفسجية ثنائي الشعاع- جهاز قياس طيفي الأشعة فوق البنفسجية- جامع العينات من الجسيمات العالقة في الهواء- وعاء الهجرة الكهربائية- جهاز الطرد المركزي- جهاز التفاعلات الكيميائية الضوئية- جهاز الاستقطاب الكهروكيميائي- جهاز رصد الغبار- مفاعل كهربائي لقياس التنفس -جهاز فصل جيلاتيني مزود بشاشة بلازمية -جهاز تقطير زجاجي-جهاز تحضير العينات-حجرة صفائحية لتدفق الهواء.
خدمة المجتمع والتدريب
وتعني خدمة المجتمع والتدريب بشؤون خدمة المجتمع من خلال تبني فعاليات وأنشطة بيئية توعوية أو من خلال المشاركة في الفعاليات والأنشطة والمناسبات على المستوى المحلي أو الإقليمي وحتى الدولية. كما تعنى بنشر وتأصيل الثقافة البيئية وتوجيه سلوكيات أفراد المجتمع للحفاظ على البيئة ومواردها, بالإضافة لتنفيذ دورات تدريبية تأهيلية لكادر المركز أو عن طريق تقديم دورات تدريبية في مجالات البيئة للمجتمع.
الرؤية والرسالة والأهداف
وأوضح أن رؤية المركز تهدف لتبوؤ مركز الصدارة، ونيل الثقة الوطنية والدولية، والتميز في الدراسات والبحوث البيئية ضمن مجالات التلوث وحماية البيئة، ورسالته فتتمثل في المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة من خلال مخرجات البحوث والدراسات البيئية في تلوث الهواء والماء ومعالجة المخلفات الصلبة، وتقديم الخدمات المعملية ذات الجودة العالمية، والمساهمة في خدمة المجتمع ضمن رؤية حضارية.
أما الأهداف فهي إجراء الأبحاث العلمية والنشر في المجلات المصنفة عالميًا وتطوير المعامل وفقاً للمواصفات العالمية واستقطاب الخبرات البحثية المحلية والعالمية من مختلف التخصصات ذات العلاقة و تنمية العلاقات والشراكات البحثية والمجتمعية مع القطاعات ذات العلاقة محليًا ودوليًا والمشاركة في المؤتمرات والمنتديات وورش العمل العلمية وتقديم الدعم العلمي والمادي لطلبة الدراسات العليا ونشر الوعي البيئي لكافة فئات المجتمع وإعداد القيادات البحثية الوطنية في المجالات البيئية وتقديم الدراسات والخدمات المعملية للقطاعين العام والخاص.وتنمية قدرات المركز على التمويل الذاتي.
وحدة المعالجة لإنتاج السماد العضوي
وكشف الدكتور اقبال أن المركز صمم جهاز تحلل حراريا (المعالجة الحيوية). لإجراء الأبحاث العلمية على مخلفات الطعام الناتجة عن المطاعم والفنادق وقصور الأفراح وخطوط الطيران. لتحويلها إلى سماد ذو قيمة اقتصادية يستخدم في تسميد التربة الخاصة بالمنتجات العضوية.
وتتكون وحدة المعالجة الحيوية من جزئين: وحدة انتاج السماد العضوي، ووحدة إنتاج الفحم الحيوي. والهدف الأساسي من جهاز التسميد هو إنتاج سماد بجودة عالية (سماد عضوي). وفي أقل زمن ممكن (خلال شهر واحد فقط) وبشكل دوري.
ولفت إلى أن إنتاج السماد بجودة عالية من مخلفات الطعام أو أي نفايات عضوية أخرى يستغرق من 8 إلى 10 أشهر باستخدام الطرق التقليدية. في حين أن جهاز التسميد الذي تم تصميمه وتصنيعه في مركز التميز البحثي للدراسات البيئية بجامعة الملك عبدالعزيز لديه 4 حجرات لإنتاج السماد،. حيث يمكن أن تبقى النفايات العضوية لمدة أسبوع واحد في كل حجرة ثم تنتقل للحجرة التالية ويتم ضبط درجة الحرارة ونسبة الرطوبة في كل حجرة لغرض تحسين عملية التسميد بتقليل الوقت اللازم والحصول على أفضل المواصفات من السماد العضوي، بينما يمكن للوحدة الأخرى إنتاج الفحم الحيوي من النفايات العضوية (مخلفات الطعام، المخلفات الزراعية.. الخ) في غضون 4 ساعات وذلك باستخدام حجرة التحلل الحراري عند درجة حرارة 350-500 درجة مئوية.
اليوم العالمي للبيئة
يدعو يوم البيئة العالمي لعام 2021، الذي تستضيف باكستان الاحتفالات الرسمية به، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإحياء أنظمتنا البيئية المتضررة، فلبقائنا نعتمد جميعًا على النظم البيئية الصحية من الغابات إلى السواحل ويقصد بالنظم البيئية التفاعل بين الكائنات الحية، النباتات والحيوانات والأفراد، ومحيطها، وهذا لا يشمل الطبيعة وحسب، ولكن الأنظمة التي من صنع الإنسان مثل المدن أو المزارع كذلك.
حقائق وأرقام
يُفقد سنويا أكثر من 4.7 مليون هكتار من الغابات، أي أكبر من مساحة الدنمارك.
يصب ما يقرب من 80 في المائة من مياه الصرف الصحي في العالم في محيطاتنا وأنهارنا دون معالجة.
تُجفف الأراضي الرطبة للزراعة، وفقد العالم ما يقرب من 87 في المائة منها في الـ300 عام الماضية.
توجد أراضي الخث في أكثر من 180 دولة، وهي أنظمة بيئية حيوية فائقة القوة. وعلى الرغم من أنها لا تغطي سوى 3 % من اليابسة في العالم، إلا أنها تخزن ما يقرب من 30 % من كربون التربة.