تسعى الجهات المختصة إلى الوصول إلى عملية دمج فئة الصم والبكم وضعاف السمع في المجتمع وذلك لتخفيف معاناتهم ومتاعبهم المتعلقة بعدم قدرتهم على التعبير عن أنفسهم وحاجاتهم وفهم وتلبية الآخرين لهم في إطار تقريب المسافة بين هذه الفئة وبين المجتمع وتقليل اعتمادهم على الغير في عملية تواصلهم مع مجتمعهم.
إن لغة الإشارة هي أهم وسائل التواصل والتخاطب لفئة الصم والبكم الذين لا يملكون القدرة على السمع والكلام، حيث تستخدم فيها لغة اليدين وفق إشارات محددة وفقاً لكل حرف من الحروف الأبجدية وهي ليست مقصورة على حركة اليدين فقط وإنما تتضمن تعابير الوجه وحركة الجسم.
وقد أثبتت لغة الإشارة جدواها ونفعها لخدمة فئة الصم والبكم وضعاف السمع، حيث إنها تكرس لعملية التواصل فيما بينهم وبين أفراد المجتمع وتنقل الأحاسيس المشتركة بينهم وتعين على التعبير عن المقاصد المختلفة للصم والبكم وتساعد على النمو الذهني والشفوي والإشاري لذوي الإمكانيات الخاصة من الصم والبكم، كما أنها تقلل من الضغوط والتوترات النفسية التي قد تلحق بمن يعانون من عدم الكلام والسمع وتطور العلاقات الاجتماعية والإدراكية للأفراد.
ومن أهم المقترحات التي يمكن أن تفعل لغة الإشارة وتكرسها لخدمة فئة الصم والبكم وضعاف السمع هو القيام بنشر توعية بسيطة لأهم خمس أو سبع إشارات للغة الإشارة مثل «السلام عليكم، هل أنت بحاجة إلى مساعدة، يوم جميل، حياك الله، شكراً”، وعمل تطبيقات على الهواتف الذكية للترجمة، واستحداث فريق علاقات المتعاملين للغة الإشارة، في جميع أجهزة الدولة، وقيام مكاتب في البنوك والمتاجر الكبيرة لمتحدثي لغة الإشارة، وإنشاء معاهد لتعليم لغة الإشارة، بجانب وضع منهج بسيط في المدارس والجامعات لفهم لغة الإشارة وإقامة دورات خاصة بهذه اللغة لممارسة التعلم وإتاحة التواصل مع الآخرين والاستفادة من تطبيقات الجوال التي يمكن ان توفر فيديوهات وقواميس لتعلم لغة الإشارة وغيرها.
وفي هذا السياق لا بد من الإشارة إلى المبادرة التي أطلقتها وزارة الصحة (نحن معك) الموجهة لخدمة فئة الصم وتوعية منسوبيها بمجتمع الصم وطرق التعامل معهم وتدريبهم على أساسيات لغة الإشارة، وذلك لإزالة الحواجز التي تقف عائقاً أمام حصول هذه الفئة على خدمات صحية رفيعة المستوى.
وأخلص إلى أن ظروف حياة الصم والبكم تختلف عن حياة الأسوياء، فهم يعيشون في عالم مختلف عنا ويكابدون من أجل التعبير عما يدور في خواطرهم في سبيل أن يفهمهم المجتمع لذا ينبغي التعامل معهم بلطف ومساعدتهم حتى نشعرهم أنهم جزء منا وأنهم ليسوا في منأى عن الآخرين بل أنهم أشخاص أسوياء وفاعلون في مجتمعهم.
باحثة وكاتبة سعودية
J_alnahari@