قال تعالى (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي).
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تلقينا مساء الخميس الخامس عشر من شهر شوال لعام 1442هـ وفاة صاحب الأيادي البيضاء والد الجميع الشيخ الفاضل عبدالله بن إبراهيم السبيعي (رحمه الله) عميد أسرة السبيعي كان أباً ومربياً فهو من رجال المال والأعمال ومشهود له بأعماله الخيرية ، يبذل ماله وجاهه في أعمال الخير والبر المختلفة فقد أوقف أكثر من مليار ريال لأعمال الخير والبر عُرف بالبساطة في حياته وتواضعه الجم ، فأسرته من أعرق البيوت التجارية في المملكة ساهمت مساهمة فعالة في التنمية والتطوير والارتقاء بالوطن ولهم دور بارز في الحياة العامة لمدينة جدة اقتصادياً واجتماعياً، ويعتبر رحمه الله من الشخصيات الفريدة والبارزة ويتمتع باحترام وتقدير رسمي وشعبي فهو رجل بأمه.
أسس الشيخ عبدالله بن إبراهيم السبيعي (يرحمه الله) مؤسسة السبيعي الخيرية (مؤسسة مانحة) لدعم العمل الخيري في المملكة وإحداث أثر تنموي يسهم في تحقيق رؤية 2030 ، من خلال خدمات وبرامج نوعية وفريق مؤهل في بيئة مؤسسية جاذبة ومحفزة.
كما أنشأ (يرحمه الله) جائزة السبيعي للتميز في العمل الخيري والتي تأتي في إطار تطوير قطاع العمل الخيري وإرشاده لتبني معايير التميز العالمية والعمل بها وتحسين البيئة التنظيمية والتشغيلية وبناء الكوادر البشرية المؤهلة وتعزيز الاستدامة الشاملة وتحقيق الريادة العالمية ، حيث حصلت خيركم على جائزة السبيعي للتميز في العمل الخيري فرع المشاريع الخيرية المتميزة للمنشآت في دورتها الثانية لعام 1436/ 1437هـ.
بدأ الشيخ عبدالله السبيعي أعماله مع شقيقه الأكبر الشيخ محمد السبيعي (يرحمهم الله) في الصرافة في وقت مبكر وكان لديهم محل صغير في منطقة البلد ونمت حتى تحولت لأحد أشهر المصارف السعودية “بنك البلاد”.
عرفت الشيخ عبدالله السبيعي (يرحمه الله) من حضوره الدائم لجميع مناسبات الجمعيات الخيرية ودعمه لها كنت أطرب لحديثه وأحب الجلوس معه لحديثه المشّوق وكانت له ديوانية مميزة من بعد صلاة العشاء من كل يوم أحد في منزله العامر ويبدأ الديوانية بتلاوته آيات من القرآن الكريم مجودة وبصوته الجميل ومن عادة الشيخ عبدالله وشقيقه الشيخ محمد (يرحمهما الله) أنهم يجاورون بيت الله الحرام في شهر رمضان ويقيما في أبراج الحرم بمكة المكرمة ويفطرون مع ضيوفهم أمام باب الملك فهد وتبدأ جلستهم بمشاركة أحد الحضور بكلمة لمدة عشر دقائق فقط.
يعتبر الشيخ عبدالله السبيعي (يرحمه الله) من العصاميين حيث بدأ حياته منذ الصغر بالعمل في العديد من مناحي الحياة حتى وصل إلى ما وصل إليه، ولذلك أدعو أبناءه البررة أن يوثقوا هذه العصامية من تاريخ ولادته (يرحمه الله) عام 1342هـ إلى وفاته عام 1442هـ وقد صلي عليه في الحرم المكي ودفن في مكة المكرمة.
قبل عدة سنوات أهداني الابن الفاضل وليد إبراهيم السبيعي (يحفظه الله) كتابا بعنوان “رحلة الفقر والغنى” لعمه الشيخ محمد إبراهيم السبيعي (رحمه الله) من إعداد ابنته الفاضلة هدى بنت محمد السبيعي (يحفظها الله) تقديم الأديب المعروف الشيخ حمد بن عبدالله القاضي (يحفظه الله) والكتاب يحكي السيرة العطرة لوالدها الشيخ محمد السبيعي (يرحمه الله)، لكي تكون نبراسا للأجيال من بعدهم وكيف أن هؤلاء الرواد شقوا طريقهم في الحياة وتجاوزا العثرات لأن النجاح يجنى بالجد والاجتهاد الذي يصنع هؤلاء الرجال وتعتبر تجاربهم عزيمة ودافعة للأجيال القادمة.
كما أدعو معالي أمين محافظة جدة الدكتور صالح بن علي التركي وهو أكثر معرفة به إلى تسمية أحد شوارع مدينة جدة باسم الشيخ عبدالله السبيعي.
نعزي أنفسنا جميعاً في وفاة والدنا الشيخ عبدالله بن إبراهيم السبيعي (يرحمه الله) وندعو الله العلي القدير أن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته مع الشهداء في عليين وتبقى صنائع المعروف شفعياً له وأن يبارك في أبنائه وبناته وأحفاده ويجعلهم خير خلف لخير سلف إن شاء الله تعالى.
“إنا لله وإنا إليه راجعون”