تعتبر الأماكن التي تمتلك مقومات يمكن توظيفها في جذب السياح إليها رافداً كبيراً للسياحة في مملكتنا الغالية، فاليوم أصبحت السياحة مورداً اقتصادياً هاماً لكبريات الاقتصادات العالمية.
الشبحة التابعة لمحافظة أملج أصبحت اليوم وجهة سياحية معروفة عطفاً على تمتلكه من مقومات سياحية طبيعية وتاريخية وثقافية جعلت منها محطة رئيسية للسياح الذين جعلوا من أملج وجهتهم السياحية ، فهي تشتهر بأرضها الخصبة وجبالها الشاهقة وتراثها الجميل يغلف ذلك كرم وطيبة أهلها الكرام ، تتربع الشبحة على قمة المرتفعات الشرقية بمحافظة أملج وكأنها عروس متربعة على عرشها ترحب بمن يقصدها بكل الحب وتفتح كنوزها له ، أرضها الخصبة جعلتها تشتهر بزراعة القمح الذي يطلق عليه الأهالي “الزرعيّه” وهو يزرع على مياه الأمطار دون إضافة محسنات ويعتبر من أجود أنواع القمح بالإضافة للذرة والدخن والنخل والحمضيات وجبالها منتجة للعسل الجبلي ووجهة لمحبي رياضات تسلق الجبال والمشي الجبلي “الهايكنج” ، وبيوت ومخازن القمح المبنية من الحجر التي تسمى “القصور” أعطت نمطاً عمرانيا جميلا شكل لوحة فنية تتناغم مع الطبيعة ، بالإضافة لأجوائها المعتدلة بإستثناء فصل الشتاء البارد وامطارها الشتوية والصيفية.
هذه البيئة الخصبة في كل مكوناتها أوجدت ثقافة وإرثا تاريخيا متنوعا، فمتحف “بقايا الأمس” بالشبحة حرص صاحبه عيد عبدالمعطي الحبيشي على جعله نافذة يطل من خلالها السياح على الملامح التاريخية للماضي العريق الذي يجسد حياة الآباء والأجداد في الماضي ، كذلك يتعرف السياح على الفنون الشعبية التي تشتهر بها الشبحة وفي مقدمتها فن “المزهوم” الذي تعود الأهالي أن يكون رفيق درب مناسباتهم المختلفة من زرع القمح وحصده والمناسبات الإجتماعية المختلفة ، كما يشاهدون الأماكن والنقوش الأثرية المختلفة .
الشبحة اليوم أصبحت تشع حضارة وتطوراً بشوارعها وميادينها وحدائقها مستفيدة من الدعم الكبير الذي توليه قيادتنا الرشيدة لمدن ومحافظات ومراكز وطننا الغالي، وهنا لا بد أن نشيد بجهود رئيس مركز الشبحة محمد صميّط الجهني وبلدية الشبحة التي حرصت منذ تأسيسها على يد المهندس سلامة هليل البلوي على التطوير والتجميل والسعي لتحقيق الأفضل حتى وصلت اليوم بقيادة المهندس حسن عبدالرحيم الغبان إلى التميّز والقادم أجمل إن شاء الله للشبحة، وكلنا في خدمة الوطن.
manjaber@gmail.com