تمثل القارة الإفريقية إحدى الدوائر الرئيسية في السياسة السعودية، وتوليها المملكة اهتماما كبيرا في برامجها الداعمة للتنمية والاستثمار في دول القارة الأفريقية ودعمها للجهود الدولية لإرساء دعائم الأمن والاستقرار ، وهذا الدور الريادي الذي أكد عليه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ، في كلمته التي ألقاها، عبر الاتصال المرئي، أمام “قمة مواجهة تحدي نقص تمويل أفريقيا” التي عقدت في باريس، يجسد حرص المملكة على دعم مستقبل القارة ودولها وشعوبها ، وتعزيز العمل المشترك في هذا الاتجاه ،
لا سيما في ظل جائحة كورونا، كما يأتي هذا الاهتمام من جانب المملكة امتدادا لموقفها التاريخي خلال ترؤسها لمجموعة العشرين الكبار العام الماضي ، بتبني مبادرة دعم الدول منخفضة الدخل للتصدي للجائحة.
هذا الاهتمام يتوج عقودا من العطاء لتنمية القارة ، وما قدمته المملكة في هذا الشأن من قروض ومنح تتجاوز 13.5 مليار دولار ، وما أشار إليه سمو ولي العهد من أن صندوق الاستثمارات العامة في المملكة لديه عدد من المشاريع والأنشطة في قطاعات مختلفة بقيمة نحو 4 مليارات دولار ، وعزم الصندوق استكمال البحث عن فرص الاستثمار في أفريقيا ، في الوقت الذي تحرص فيه الرياض على استمرار دعمها للجهود الدولية والإقليمية بالتعاون الوثيق مع الاتحاد الأفريقي لإرساء دعائم الأمن والاستقرار.