المحليات

مدير عام المشروع لـ(البلاد): «مسام» مشروع إنساني لنزع الموت من الأراضي اليمنية

البلاد – مها العواودة

أكد مدير عام مشروع “مسام” الإنساني السعودي لنزع الألغام من الأراضي اليمنية أسامة القصيبي لـ”البلاد” أن المشروع يمثل لدى غالبية اليمنيين مشروع حياة، وأملا في العيش بسلام بعيداً عن مآسي الألغام ونتائجها المأساوية، باعتباره مشروعا إنسانيا لنزع الموت من الأراضي اليمنية، في تأكيد واضح على سمو الأهداف الإنسانية لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وحرص المملكة على حياة الشعب اليمني.

وأوضح أن المشروع تمكن منذ بدء عمله في اليمن وحتى الآن من نزع 236.864 لغماً، وذخيرة غير منفجرة ، وعبوة ناسفة من تسع محافظات يمنية تنتشر فيها فرق مسام البالغ عددها 32 فريقا هندسيا.

خسائر فادحة
وقال: “لو أسقطنا بمعادلة حسابية بسيطة بأن مقابل كل لغم نزعه مسام يعني إنقاذ شخص أو طفل أو امرأة من خطر الألغام فهذا يؤكد بأن مسام تمكن تقريباً من إنقاذ 236 ألف يمني كانوا على موعد قريب مع الموت أو الإعاقة الدائمة”.

وفيما يخص الخسائر البشرية التي سببتها الألغام في اليمن قال القصيبي: ” لقد رصد تقرير حقوقي لمنظمات “هود وشاهد” وتم الإعلان عنه خلال فعالية أقامها مسام في محافظة مأرب بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام أن الألغام تسببت في مقتل (2274) مدنيا بينهم (398) طفلاً دون سن الـ (18 عاما) و(157) امرأة و(95) مسنا، بالإضافة إلى إصابة (2752) أخرين بينهم (560) طفلاً و(177) امرأة و(99) مسنا، بسبب حوادث انفجار بعض الألغام الأرضية، والعبوات الناسفة، والذخائر غير المتفجرة التي زرعتها، وخلفتها ميليشيا جماعة الحوثي الانقلابية في عدد من المحافظات اليمنية”.

ولفت إلى أن عدد ضحايا الألغام في اليمن يتجاوز بكثير الأرقام التي أعلن عنها التقرير، وأن أغلبية الضحايا الذي تضمنهم التقرير سقطوا في المناطق التي لم يستطيع مسام الوصول إليها بعد وأن جميع المناطق التي وصلتها فرق مسام قلت فيها نسبة حوادث انفجارات الألغام بنسبة 90٪ تقريباً.


استهداف اليمنيين
ويرى القصيبي في إقدام الحوثي على عمليات زرع الألغام في المناطق المدنية هدفا متعمدا لقتل المدنيين وإعاقتهم مؤكداً أنه لايوجد مبرر لزراعة الألغام في الأحياء السكنية، والأراضي الزراعية ، والطرقات العامة، والمدارس وكل ماله علاقة بحياة المدنيين ومعيشتهم اليومية، واصفاً ذلك بالإرهاب الممنهج بحق المدنيين في اليمن، منوهاً في الوقت ذاته إلى أن90 % من الألغام والعبوات الناسفة التي انتزعها مسام هي ألغام محلية الصنع أو تم تعديلها محلياً، مشيراً إلى أن الحوثيين تفننوا في صناعة وتمويه الألغام بأشكال، وأحجام مختلفة، وأن مهارتهم في تطوير الألغام في تطور مستمر.

كما أوضح أن مسام يعمل في جميع المناطق المدنية والبعيدة عن مناطق الصراع في اليمن حيث يتم إنزال الفرق الهندسية إليها مباشرةً لتأمين حياة المدنيين من خطر الألغام وأن عملهم حالياً يقتصر على المحافظات المحررة، ولا يوجد لديهم أي مانع في العمل في مناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين إذا توفرت ضمانات لتأمين فرقهم الهندسية.

وبين أن العمل يعتمد على فرق مسح ميدانية وأيضاً على البلاغات التي تصل إليهم من قبل المواطنين، وأن المشروع تمكن خلال فترة عمله في اليمن من كسب ود ومحبة جميع اليمنيين في كل المناطق التي تنتشر فيها فرق مسام، حيث يحظى مشروع مسام وفرقه الهندسية بقبول، وترحيب كبير من قبل اليمنيين الذين وجدوا في مسام المنقذ لتأمين حياتهم، وتمكينهم من العودة إلي منازلهم، ومزارعهم بعد أن أجبرتهم الألغام على الهروب منها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *