فريد إيفريس… المدير الفني لنادي ويست بروميتش ألبيون، درب فريقه على مدار 46 عامًا دون أي انقطاع، وربما يكون هذا هو الرقم القياسي العالمي لجميع المدربين في كرة القدم المحترفة، ولكن ذلك كان في زمن كانت كرة القدم فيه مختلفة كثيرًا (1902-1948)، ومع ذلك، فإن هذا الولاء غير معتاد في الرياضات الجماعية المحترفة، ففي كثير من الأحيان يكون الرد المعتاد على سلسلة من المباريات الخاسرة، هو إقالة المدرب واستبداله في منتصف الموسم أو في حالة مورينهو مع توتنهام قبل نهائي الكأس.
ما إذا كانت إقالة المدرب خلال منتصف الموسم ذات تأثير على أداء الفريق موضوع نقاش مثير للجدل؛ حيث يعتقد بعض المختصين أن تغيير المدرب خلال الموسم ليس له تأثير كبير على الأداء؛ لأن سوء الحالة الفنية غالباً ما يكون ناتجاً من سوء الحالة البدنية والنفسية للاعبين، خصوصًا مع المدربين الذين كان أداء الفريق معهم متميزًا أو حققوا معه الإنجازات؛ لذلك فإن تغيير المدرب خلال الموسم، ليس له أي تأثير، وهذا يتعارض مع فرضية (كبش الفداء) التي تبرر الإقالة، وهذا يؤكد فرضية أن المدرب ليس صاحب التأثير الأكبر على أداء الفريق، إذا كان الفريق سيئاً للأسباب المذكورة سابقاً، وذلك عكس الافتراض السائد لدى الإدارات والمشجعين ووسائل الإعلام، بأن تغيير المدرب له تأثير إيجابي كبير على أداء الفريق باقي الموسم.
إقالة المدرب خلال الموسم، قد يكون لها تأثير كبير(سلبي أو إيجابي)على الأندية المنافسة على البطولات بشكل أكبر من أندية الوسط والمؤخرة؛ لاختلاف الأهداف ومساحة الرضا من قبل الجماهير، وقبل ذلك سقف الطموحات، فقد نشاهد أندية تقيل مدربيها رغم تحقيق النتائج الجيدة، وربما حتى تصدر جدول الترتيب؛ لذلك من المهم على إدارة النادي التفكير كثيرًا، ودراسة الأمر وعواقبه قبل اتخاذ القرار بإقالة المدرب، فمسألة إقالة المدرب ليست مسألة أبيض أو أسود ، وهي في رأيي عكس ذلك تماما، فتغيير المدرب ليس عبارة عن حركة عصا سحرية يتغير من خلالها أداء الفريق وتتحول نتائجه للإيجابية بمجرد إحضار مدرب مؤقت.
قد يكون إنهاء الموسم بنفس المدرب، حتى وإن انخفض أداء الفريق أو تحققت بعض أهدافه أفضل الخيارات السيئة بدلاً من تغيير مدرب يستمر معه الأداء السيئ، وذلك أمر قد يؤثر بشكل كبير على صورة الإدارة أمام الجمهور.
بُعد آخر
نادي “أينتراخت فرانكفورت” أقال مدربه خلال منتصف الموسم 20 مرة في 47 عامًا.
MohammedAAmri@