جدة – عادل بابكير
تواجه المملكة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة بحزم، لحماية أمن واستقرار المنطقة، وتخليص العالم من شرور المجرمين، الذين لا يريدون سلاماً، بل يعشقون العيش في بحور دماء، لذلك ضربتهم السعودية بيد من حديد وبعزيمة لا تلين، إذ أصبحت في طليعة الدول التي تتصدى للإرهاب بشتى السبل لقطع دابره، وتجفيف منابعه وقطع تمويله، بينما تشدد قيادة المملكة دوماً على أهمية عدم ترك الثغرات للمليشيات الإجرامية لتعيث فساداً في المنطقة والعالم، وتحث الدول على مواجهتها بكل قوة للقضاء عليها.
وضربت المملكة أوكار الإرهابيين ولقنتهم دروساً ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه الانجراف خلف الدعوات المتطرفة، حيث بدأت الرياض منذ سنوات حملة التصدي للتطرف والظواهر الإرهابية، وتمكنت خلال عام واحد من القضاء على مشروع أيديولوجي صنع على مدى 40 عاماً، وفقاً لما ذكره سمو ولي العهد في حديث سابق، منوهاً بجهود المملكة في مكافحة آفة الإرهاب والتطرف. وقال حينها: “كانت ظاهرة التطرف بيننا بشكل مستشرٍ، ووصلنا إلى مرحلة نهدف فيها، في أفضل الأحوال، إلى التعايش مع هذه الآفة. لم يكن القضاء عليها خياراً مطروحاً من الاساس. ولا السيطرة عليها أمر وارد. لقد قدمت وعود في عام 2017 بأننا سنقضي على التطرف فوراً، وبدأنا فعلياً حملة جادة لمعالجة الأسباب والتصدي للظواهر. خلال سنة واحدة، استطعنا أن نقضي على مشروع أيديولوجي صُنع على مدى 40 سنة. وأضاف: “اليوم لم يعد التطرف مقبولاً في المملكة، ولم يعد يظهر على السطح، بل أصبح منبوذاً ومتخفياً ومنزوياً. ومع ذلك سنستمر في مواجهة أي مظاهر وتصرفات وأفكار متطرفة.
فقد أثبت السعوديون سماحتهم الحقيقية ونبذهم لهذه الأفكار التي كانت دخيلة عليهم من جهات خارجية تسترت بعباءة الدين، ولن يسمحوا أبداً بوجوده بينهم مرة اخرى”، وهو ما يشير إلى أن القيادة الرشيدة – حفظها الله – ماضية في طريق اجتثات الإرهاب ليس على مستوى المملكة فحسب، إنما على الصعيدين الإقليمي والدولي، بدليل تدشين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وقادة ورؤساء عدة دول، في وقت سابق، المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال) بالرياض بهدف التصدي للإرهاب ونشر التسامح والتعايش بين الشعوب، وذلك خلال القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي عقدت بالرياض، وحظي بإشادة منقطعة النظير من حكومات العالم، والمنظمات والهيئات الإقليمية والدولية وفي مقدمتهم الأمم المتحدة، وذلك لمحاربة الإرهاب بكل لغات ولهجات الإرهابيين حول العالم. وحققت المملكة العديد من الانتصارات في حربها ضد التطرف وحاصرت الفكر الإرهابي بكل الوسائل والأدوات معيدة بذلك الاعتدال والوسطية للمجتمع، ولا تزال تعمل بجدية كبيرة وفقا لرؤية 2030 لتجفيف منابع الإرهاب الذي عانى منه العالم خلال العقود الماضية. ولأن المملكة تدعو دوماً للتسامح والوسطية ونبذ التطرف، كان لها دور فاعل في تأسيس مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا، بمبادرة منها بحكم قيادتها للعالم الإسلامي بجانب إسبانيا والنمسا والفاتيكان، ما منح المركز قيمة نوعية مضافة وفضاءات فريدة لإقامة شراكات جديدة ترتكز على تناغم الدور الفاعل والمركزي للقيادات والمؤسسات الدينية والإنسانية لمساندة صانعي السياسات من أجل مستقبل السلام في العالم وضمان التواؤم بين أتباع الأديان والثقافات. ويظل التصدي للإرهاب والتنظيمات المتطرفة الهاجس الأول للمملكة، إلى حين القضاء عليه وتجفيف منابعه، ليعيش العالم في سلام وأمان.