بيروت – البلاد
على الرغم من المحاولات لحل الأزمة اللبنانية، إلا أن المؤشرات لا تنبئ بجديد، خصوصا مع تعطيل تحالف “عون – حزب الله”، لتشكيل حكومة الإنقاذ، وفشل المبادرة الفرنسية ويأس الولايات المتحدة من الحل السياسي، إذ اعتبرت واشنطن أن الدولة اللبنانية “معطلة بالكامل”، بسبب ممارسات حزب الله وتعنته. وتوصلت أمريكا بعد زيارة وكيل وزارة الخارجية الأميركية دايفيد هايل إلى لبنان، إلى أن الوضع في بيروت لا يشير إلى الحل، بل لمزيد من التعقيد في الأزمة السياسية، وفقا لمصادر أكدت أن واشنطن لا تملك سياسة جديدة تجاه لبنان، ولا تزال تبدي التزامها تجاه الشعب اللبناني منذ سنوات طويلة، غير أنها ترى أن لبنان تقترب من “الدولة الفاشلة”، لافتة إلى أن هذه القناعة تجعل من المساعي الأمريكية في لبنان محاولات يائسة، مع فهم مسبق لدى الأمريكيين أن ما يريدون القيام به لن يتحقق، في ظل التعنت من قبل حزب الله وحلفائه. ويرى مراقبون أن زيارة دايفيد هايل كانت بحدّ ذاتها محاولة يائسة، إذ ذهب إلى بيروت وهو يعرف أنه يحمل موقفاً أمريكياً بدون وسائل ضغط على الأطراف اللبنانية، وأاقتصر الموقف على المطالبة بتشكيل حكومة قادرة على الإصلاح. ويكرر المسؤولون الأمريكيون دوما أنهم سيعترفون بأية حكومة يشكّلها اللبنانيون وسيتصرفون تجاهها تماماً كما تصرفت الإدارات السابقة، أي أنهم سيتعاطون مع أعضاء الحكومة من غير أعضاء “حزب الله”، وسوف يقاطعون الوزراء من الحزب الإرهابي. ويواصل حزب الله وحلفاؤه التعنت بشأن تأليف الحكومة ما يعطل مصالح لبنان السياسية والاقتصادية ويودي بالشعب إلى حافة الفقر بعد ارتفاع الدولار مقابل الليرة.
