البلاد – مها العواودة
اعتبر مستشار رئيس الحكومة اللبنانية المكلف الدكتور مصطفى علوش، أن شحنة المخدرات التي ضبطتها المملكة قادمة من لبنان، مؤامرة من “حزب الله”، الذي يسيطر على حركة الموانىء البرية والبحرية والجوية في لبنان.
وقال لـ”البلاد”، إن حزب الله يريد تدمير شباب المنطقة عبر تصديره للمخدرات، مؤكدا أنه اعتاد على مثل هذه الأعمال الخبيثة. وأضاف: “في ظل تردي الوضع المعيشي والاقتصادي داخل لبنان كان تصدير الخضار والفواكه إلى المملكة يعطي الدعم للاقتصاد اللبناني، ويريد الحزب الإرهابي أن يؤثر على الاقتصاد اللبناني سلبا عبر هذه الممارسات الدنئية”، مبينا أن قرار المملكة بوقف صادرات الفواكه من لبنان مبرر.
ولفت إلى أن علاقة لبنان بالمملكة تتخطى العمل الإجرامي، فهي علاقة أساسية على كافة المستويات، الاقتصادية والتجارية، وإن كان “حزب الله” يريد إلحاق الضرر بهذه العلاقة بهدف عزل لبنان والاستفراد به، ولكن لن يتحقق مراده.
من جهته، قال الخبير الاقتصادي جهاد الحكيم لـ”البلاد”، إن خطوة المملكة بوقف استيراد الفواكه من لبنان مبررة من أجل حفظ أمن البلاد، خصوصا أنها أتت بعد تحذيرات عدة مطالبة السلطات اللبنانية باتخاذ إجراءات جدية وضمانات من أجل عدم تكرار هذا الأمر علما أنها ليست المرة الأولى التي تحصل بها حوادث مماثلة. وتابع: “لا يستبعد أن تتخذ بقية دول مجلس التعاون إجراءات مشابهة”.
في السياق ذاته، قال وزير العدل اللبناني الأسبق اللواء أشرف الريفي لـ”البلاد”، إن لبنان يعيش أسوأ مراحله في ظل استمرار سيطرة “حزب الله” على مفاصل الدولة وعلى حركة الموانىء والتي يتم من خلالها تصدير الإرهاب والمخدرات، مشيرا إلى أن الحزب الإرهابي حول لبنان إلى بؤرة إرهاب وفساد بعد أن كان بلد العلم والثقافة والسياحة، موضحا أن هذه العملية الإجرامية ستلقي بظلال قاتمة على اقتصاد لبنان المنهار أصلا وستزيد من عزلته.
إلى ذلك، أكد النائب اللبناني السابق فارس سعيد، أن المملكة يحق لها أن تقف في وجه تهريب المخدرات، مبينا أن ما قامت به المملكة من وقف استيراد الخضار من لبنان مقنع ومحق، لافتا إلى أن حزب الله يواصل تدمير الدولة اللبنانية بنشر الدمار والارتباط بشبكات تهريب باتجاه المنطقة والمملكة تحديدا.
قرار سيادي
وقررت المملكة منع دخول إرساليات الخضروات والفواكه اللبنانية إليها أو العبور من خلال أراضيها ابتداءً من الساعة 9 صباحاً من اليوم الأحد، لحين تقديم السلطات اللبنانية المعنية ضمانات كافية وموثوقة لاتخاذهم الإجراءات اللازمة لإيقاف عمليات تهريب المخدرات الممنهجة ضدها.
وبحسب بيان الداخلية ، فقد لاحظت الجهات المعنية في المملكة تزايد استهدافها من قبل مهربي المخدرات التي مصدرها الجمهورية اللبنانية أو التي تمر عبر الأراضي اللبنانية، وتستخدم المنتجات اللبنانية لتهريب المخدرات إلى أراضي المملكة، سواءً من خلال الإرساليات الواردة إلى أسواق المملكة أو بقصد العبور إلى الدول المجاورة للمملكة، وأبرز تلك الإرساليات التي يتم استخدامها للتهريب الخضروات والفواكه”.
وكان المتحدث الرسمي للمديرية العامة لمكافحة المخدرات، النقيب محمد النجيدي، صرح بأن المتابعة الأمنية الاستباقية لنشاطات الشبكات الإجرامية، التي تمتهن تهريب المواد المخدرة إلى السعودية، أسفرت عن إحباط محاولة تهريب 2,466,563 قرص إمفيتامين مخدرا، حيث تمت متابعتها وضبطها، بالتنسيق مع الهيئة العامة للجمارك بميناء الملك عبد العزيز بالدمام، والأقراص المخدرة كانت مخفية داخل شحنة من فاكهة الرمان قادمة من لبنان، مشيرا إلى أن نسبة المضبوطات المخبأة في الخضار والفواكه الواردة من لبنان بلغت 75% من إجمالي ما تم ضبطه..
وأكدت وزارة الداخلية استمرارها بالاشتراك مع الجهات المعنية في متابعة ورصد الإرساليات الأخرى القادمة من الجمهورية اللبنانية، للنظر في مدى الحاجة إلى اتخاد إجراءات مماثلة تجاه تلك الإرساليات.
كما أكدت الوزارة استمرارها في رصد كل ما من شأنه استهداف أمن المملكة وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها من آفة المخدرات، سواءً من الجمهورية اللبنانية أو من غيرها من الدول، واتخاذ ما يلزم من إجراءات للتصدي لها.
حزب الله وجرائم التهريب
ويعيد ضبط كميات من الأقراص المخدرة بشحنة رمان واردة من لبنان، فتح ملف تجارة حزب الله في المخدرات والتي تناولتها تقارير دولية ، واستهدافه للمملكة عبر العديد من محاولات التهريب التي نجحت الأجهزة السعودية المعنية في ضبط شحناتها.
ومنذ بداية عام 2020، استهدفت السعودية بمحاولات تهريب 60 مليون حبة مُخدرة كانت مُخبأة في بضائع قادمة من لبنان، ومنحت المملكة السلطات اللبنانية أكثر من فرصة لمعالجة الاستهدافات المتكررة لتهريب المخدرات القادمة من أراضيها.
وقد وثقت تقارير عالمية مصانع مخدر الكبتاجون الخاصة بحزب الله، والتي سبق أن تحدث عنها لبنانيون في مناطق تابعة للحزب وعلى الحدود السورية اللبنانية ، وحمّلت أصوات لبنانية حزب الله التابع لإيران مسؤولية محاولات تهريب المخدرات إلى المملكة والإضرار بالاقتصاد اللبناني.
وتزايد غضب اللبنانيين من جرائم الحزب ونهبه لمقدرات بلادهم ، وعمليات التهريب والتجارة للمخدرات لتمويل عناصر ميليشياته الإرهابية في ظل تراجع التمويل الإيراني للحزب ، لافتين إلى أن حزب الله يسرق صحة البشر بتهريب المخدرات لتمويل حروبه وأنشطته الإرهابية .
ومؤخرا ذكرت صحيفة “إندبندنت” البريطانية في تقرير لها، أن عناصر بارزة تابعة لحزب الله ومليشيات إيرانية أخرى تقوم بتصنيع وتجارة المخدرات داخل الأراضي السورية.
وسبق أن حظرت الداخلية الألمانية جميع أنشطة حزب الله بشكل كامل على أراضيها، مبررة ذلك بأن الحزب استغل أراضيها لسنوات في جمع التبرعات وغسيل الأموال، وتجارة المخدرات.