جدة – البلاد
قطع قادة العالم بأهمية مواجهة تحديات التغير المناخي، وتقليل الانبعاثات الكربونية لمواجهة الاحتباس الحراري، لضمان تحقيق العالم هدف الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية.
وتعهد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في افتتاح قمة المناخ العالمية الافتراضية أمس، بتقليل انبعاثات الولايات المتحدة للنصف بنهاية العقد الحالي، داعيا إلى تخصيص استثمارات كبيرة في البنى التحتية للاستفادة من الطاقة النظيفة، كما حث على “التصرف بسرعة للحد من الآثار الكبيرة للتلوث على صحة شعوبنا”، محذرا من أن “الوقت قصير، لكن يمكننا تحقيق طموحاتنا بشأن المناخ”.
وأكد الرئيس الأمريكي التزامه بخفض كمية انبعاثات الفحم والأبخرة البترولية المدمرة للمناخ التي تضخها إلى النصف، معلنا التزامه بخفض انبعاثات الوقود الأحفوري الأمريكية بنسبة تصل إلى 52 % بحلول عام 2030 وهو ما يمثل عودة الولايات المتحدة إلى جهود المناخ العالمية، بعد أربع سنوات من الانسحاب في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب.
وقال بايدن: “القمة في الوقت الراهن هي أكثر من مجرد مسعى إلى الحفاظ على كوكبنا. بل إن الأمر يتعلق بتوفير مستقبل أفضل لنا جميعًا”، واصفًا ذلك “بلحظة خطر ولكنها تحمل في طياتها فرصة أيضا”. وأضاف أن “المؤشرات لا لبس فيها. فالعلم لا يمكن إنكاره. تكلفة التقاعس عن التحرك آخذة في الارتفاع”.
فيما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن قمة المناخ تبحث خفض الانبعاثات الكربونية لمواجهة الاحتباس الحراري، مشددا على ضرورة ترجمة الالتزامات على أرض الواقع بشأن الانبعاثات. وأضاف: “أكثر من 900 مدينة حول العالم التزمت بتخفيض الانبعاثات”، مطالبا بحشد الإرادة السياسية اللازمة لمواجهة التغير المناخي.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال القمة: “نريد الوصول إلى مستوى صفر من الانبعاثات، ونحتاج لتشريعات عالمية لمواجهة التغير المناخي، كما أننا ملتزمون بالعمل على تخفيض حجم الانبعاثات”، فيما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن بلاده تسعى لزيادة استخدام الطاقة النظيفة، وإيجاد الحلول لمشكلة ارتفاع درجة حرارة الكوكب. وتابع: “لدينا تغيرات جذرية في الصناعات الروسية منذ عقدين. وخططنا للتطور الاقتصادي تشمل رؤية مناخية متكاملة.
وأشارت المستشارة الألمانية أنجلينا ميركل، إلى أن ألمانيا تسعى لجعل انبعاثاتها الكربونية أقل بنسبة 55% بحلول 2030، مؤكدة أن بلادها وفرت 46% من الكهرباء العام الماضي من موارد متجددة، بينما أكد رئيس الوزراء الكندي، أن بلاده ستصل إلى صفر انبعاثات كربونية بحلول 2050، وتسعى لخفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 50% في 2030.
ولفت رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إلى أن التغير المناخي تسبب في طقس حاد وجفاف في بلدان مختلفة، مؤكدا الحاجة إلى بحث علمي عالمي لتوفير تكنولوجيا التنمية المستدامة، مضيفا: “انبعاثاتنا الكربونية تصل إلى أدنى مستوياتها منذ القرن الـ19”.
ووضع بايدن مكافحة تغيير المناخ على قمة الأولويات المحلية والدولية، وتمثل القمة فرصة له لإقناع نظرائه بعودة الولايات المتحدة لموقع القيادة في هذا المجال.
ويمهد الحدث الذي يجري برعاية البيت الأبيض الطريق لقمة عالمية أخرى تعقد في نوفمبر في مدينة غلاسغو الأسكتلندية، وتهدف لضمان تحقيق العالم هدف الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية.