مع ازدياد عدم ارتياح منظمات كرة القدم لـ”ستانلي روس” رئيس الفيفا من 61-74 فقد الرئاسة أمام جواو هافيلانج ، رجل الأعمال البرازيلي(ركز على كونه رجل أعمال) الذي كان جزءًا من اللجنة الأولمبية البرازيلية، وفي وقت لاحق اللجنة الأولمبية الدولية، وما ساعد ملف هافيلانج للرئاسة، هو قلق أمريكا اللاتينية من الهيمنة الأوروبية على إدارة الرياضة بدعم من الكونكاكاف، والكومنيبول؛ حيث قام بحملة أنفق فيها 21 مليون دولار، (ما يعادل حديثًا أكثر من 91 مليون دولار)؛ لتأمين انتخابه رئيسًا لــ”فيفا” حيث وسع كأس العالم إلى 24 فريقًا، وحصل من الرعاة على أكثر من 42 مليون فرنك سويسري (ما يعادل 47 مليون دولار). ببساطة الأموال تتكلم.
الخلاف القائم حاليًا بين الأندية الكُبرى، “التي تملك المال والنجوم” وبين الاتحادات المحلية والقارية والفيفا، هو أن هذه الأندية احتجت مرارًا على آلية توزيع العوائد المالية على الفرق المشاركة عطفًا على تاريخها، بالإضافة للرزنامة المُطبقة من الاتحادات دون الأخذ برأي اللاعب وناديه، فمن وجهة نظر هذه الأندية أنه من غير المعقول أن تكون جائزة الفائز بالتشامبيونز للأندية ١٩ مليونا فقط، في حين أن العائد المادي أكبر بكثير من خلال الإعلانات والحضور الجماهيري والبث التلفزيوني، والاندية تُعاني ماديًا في سبيل توفير مصروفاتها؛ في مقابل أن تدرّ أموالًا طائلة على الاتحادات التابعة لها، وهذه المصروفات لاتوازي حجم الإيرادات التي من المُفترض أن تحصل عليها. هي حرب بين أثرياء اللعبة وأصحاب القرار، قد يكون ظاهرها خلق تنافسية وجودة أعلى، ولكنها تهدف لإنشاء منظومة أوروبية موازية لكرة القدم، قد يزعم البعض أنها للأغنياء فقط، ولكن لانستطيع أن نغفل أنها ستخلق كرة قدم على مستوى أعلى فنياً وحماسياً، فكيف لنا أن نتخيل إقصاء ريال مدريد، وتشيلسي، وبرشلونة، ومانشستر وعدة أندية أخرى وافقت في البداية على المشاركة في بطولة “السوبر الأوروبي” قبل أن تنسحب بفعل ضغط الجماهير ورفض اللاعبين، ولا ننسى أن التغيير الجديد تتم مقاومته بشدة في أبسط الأمور، فما بالك بأمر يعتبر المتنفس الأكبر لشعوب العالم؟
قد يبدو الأمر متعلقاً فقط بمنظومة كرة القدم، ولكن لا تستغرب أن يمتد إلى المنظومة السياسية التي تدخلت بقوة؛ لأن لعبة كرة القدم لم تعد متعة جانبية للشعوب، ولكنها متداخلة بطرق متعددة بالمنظومة السياسية والاقتصادية الدولية، ولعل الجدل الذي صاحب ملفي استضافة كأسي العالم الأخيرتين أكبر دليل على ذلك.
بُعد آخر
إذا قامت الفيفا بمنع اللاعبين المشاركين بالسوبر الأوروبي من المشاركة مع منتخباتهم، فسيكون الفيفا أكبر الخاسرين حيث ستفقد البطولات أهمية وعائدات مالية كثيرة.. الفيفا والويفا في موقف صعب… فالأموال تتكلم.
@MohammedAAmri