طرابلس – البلاد
أربكت المليشيات المسلحة المشهد في ليبيا بمناوشات في العاصمة طرابلس ما خلق نوعا من التوتر الأمني لليوم الثاني على التوالي، بعد الخلافات التي اشتعلت بين المليشيات المدعومة من تركيا، إذ وصفت القوات الخاصة للميليشيات ما يعرف باسم “عمليات النواصي”، جهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، بأنه ”ميليشيات فوق القانون”، واعتبرته بمثابة “حزب الله في ليبيا”، كما اتهمته بمحاولة السيطرة على كامل العاصمة طرابلس بدعوى مكافحة الجريمة.
وأعلن جهاز الردع عن انتشار أمني واستيقافات في العاصمة وضواحيها، وقال في بيان مقتضب معزز بالصور الفوتوغرافية، إن هذه التمركزات تأتي في إطار الخطة الأمنية لبسط الأمن وملاحقة الجريمة بالمدينة. في المقابل، أعلن اللواء “444” قتال التابع لمنطقة طرابلس العسكرية عن انتشار عناصره في مناطق حيوية بصلاح الدين وطريق الشوك بالعاصمة، وأدرج في بيان له ما وصفه بالتمركز المكثف لوحداته في عدة تقاطعات ضمن خطة المنطقة لفرض الأمن والاستقرار والمجاهرة بالأمن. وتتبع هذه الأطراف الثلاثة، حكومة الوحدة مالياً وإدارياً، لكنها تتنافس فيما بينها على مناطق السيطرة والنفوذ من حين لآخر.
وقطعت وزارة الداخلية في حكومة الوحدة باستمرار الدوريات الأمنية داخلها وداخل بلدية تاجوراء، من أجل فرض الأمن والمجاهرة به، وحماية وتأمين المؤسسات والأهداف الحيوية والمحافظة على الممتلكات العامة والخاصة، وردع المجرمين والخارجين عن القانون، والسهر على راحة المواطنين، فيما أكد مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية أن تركيا عقدت الموقف في ليبيا، مؤكدا دعم واشنطن لوقف إطلاق النار بما في ذلك انسحاب كل المقاتلين الأجانب والمرتزقة. وأضاف “كان يجب أن يخرجوا في الأشهر الثلاثة الأولى بعد الاتفاق”.
ولفت المسؤول الأمريكي إلى أن الهدف النهائي للولايات المتحدة هو “ليبيا ذات سيادة، مستقرة وموحدة وآمنة بدون تدخلات أجنبية وقادرة على مكافحة الإرهاب”، مشيرا إلى أن “الولايات المتحدة تعطي الأولوية لإيجاد حلّ سياسي شامل يتمّ التفاوض عليه لإنهاء الصراع ويؤكد السيادة الليبية”.