عواصم – وكالات
تواصل ايران محاولات خلط الأوراق في الملف النووي للضغط على القوى العالمية المفاوضة حول الاتفاق ، ففي خطوة تعكس خطورة تمادي نظام الملالي في البرنامج النووي ، بدأت طهران تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 60 % بمفاعلها الواقع فوق الأرض في منشأة نطنز مؤكدة بذلك بيانات سابقة من مسؤولين عن توجهات النظام ، وما بلغه من ابتزاز وتضليل ، لرفع معدلات التخصيب النووي التي تجاوزت أضعاف مانص عليه الاتفاق.
وكانت إيران قد رفعت بالفعل مستوى تخصيب اليورانيوم في الأشهر الماضية إلى 20 % ، بينما حدد الاتفاق من مستوى التخصيب المسموح به لليورانيوم عند 3.67 ، ويواصل النظام الإيراني خداع المجتمع الدولي والدول الموقعة على الاتفاق بأنه لايسعى لامتلاك سلاح نووي ، فيما يرفع تباعا في كل أزمة يفتعلها معدلات التخصيب ، والمواد النووية الصالحة للاستخدام لصنع قنبلة يجب أن يصل مستوى تخصيبها إلى 90 %.
وقال علي أكبر صالحي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي: “ننتج حوالي 9 جرامات من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 % في الساعة”.
وتجتمع إيران وقوى عالمية في فيينا لإعادة إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي انسحبت منه واشنطن قبل ثلاثة أعوام، وتزيد طهران الأزمة تعقيدا بإحداث قفزة في تخصيب اليورانيوم.
ويوم الثلاثاء الماضي، قال عباس عراقجي، كبير مفاوضي إيران في محادثات فيينا، إن بلاده ستقوم بتشغيل ألف جهاز طرد مركزي متطور في نطنز.
استمرار العقوبات
وفي واشنطن أكدت المتحدثة السابقة باسم الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس أن الإدارة الأمريكية ستخضع لمعارضة الكونغرس في حال رفع العقوبات عن إيران تلك غير المرتبطة ببرنامجها النووي.
وقالت إن إدارة دونالد ترمب فرضت عقوبات على النظام الإيراني استنادا لمسوغات قانونية دامغة لا يمكن لبايدن تجاوزها. وأضافت “نعرف أن الكثير من الإيرانيين تعرضوا للقتل أو الاعتقال على يد النظام الإيراني بسبب المشاركة بتظاهرات سلمية، وكانت هناك عقوبات على إيران لتدخلها في الانتخابات الرئاسية في 2020، هناك عقوبات على البنك المركزي الإيراني لدعم وتمويل تنظيمات إرهابية.
كما تابعت: “الإشكالية الإيرانية ليست متعلقة فقط بالجمهوريين داخل الكونغرس ..هناك العديد من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزب الديموقراطي من الذين يعارضون بشدة الاتفاق النووي ، لذلك بالتأكيد سنرى صقور الكونغرس من المعارضين للاتفاق من كلا الحزبين سيعملون على إخضاع إدارة الرئيس الأميركي إلى المحاسبة في حال قررت إزالة العقوبات، فالعقوبات غير المتصلة ببرنامج إيران النووي دقيقة جدا”. وتابعت “وفي الداخل الإيراني بدأ الإيرانيون يدركون أن النظام يهدر أموال الشعب على التنظيمات الإرهابية وبرنامجها الصاروخي من تعزيز البنية التحتية الصحية والخدماتية للإيرانيين.. لذلك نعتقد أن النقص في إيرادات طهران تجعل من النظام يحدد أولوياته وهي بالتأكيد ليست الشعب”.
مظاهرات الغضب
على الصعيد الداخلي تتسارع انهيارات الاقتصاد الإيراني وتدهور مستويات المعيشة ، وبحسب مركز الإحصاء الإيراني تجاوز معدل التضخم يتجاوز 46 % ، وهو ما يؤشر إلى تفاقم هذه النسبة في الشهر الماضي، والتي تعكس تسارع التزايد في كلفة المعيشة اليومية للمواطنين الإيرانيين ، وفي هذا السياق قال “توكلي” وهو عضو سابق في البرلمان الإيراني إن أكثر من 60 % من سكان إيران يعيشون تحت خط “الفقر الافتراضي” مشيرا بشكل غير مباشر إلى القلق من اندلاع “ثورة جياع” على شاكلة احتجاجات 2017 و2019.
حروب وإرهاب
من جهتها جددت زعيمة المعارضة الإيرانية، مريم رجوي، تحذيراتها من مشاريع وسياسات نظام طهران في المنطقة وانعكاساتها على أوضاع الإيرانيين.
وفي إشارة إلى أثر السياسة الخارجية التي يتبعها النظام الإيراني على الوضع الداخلي، تطرقت إلى تمويل الحرس ونفقات نشر الحروب والإرهاب في المنطقة من جيوب الشعب، ما أدى إلى مضاعفة الغلاء في البلاد.
وقالت رجوي، خلال لقاء رمضاني أن النظام لم يتوقف عن زرع الفرقة، وتدمير سوريا، وتشريد أكثر من عشرة ملايين شخص من السوريين ، كما طعن الشعب الفلسطيني بالسعي المستمر للإبقاء على حالة الانقسام، وكذلك تدمير وتفكيك لبنان، وتشكيل مليشيات مسلحة لا مهام لها سوى القتل وتهريب المخدرات.
وأضافت أن النظام الإيراني أوجد عشرات المليشيات القاتلة في لبنان والعراق واليمن، يشكل كل منها حكومات داخل الحكومات، ويعمل في تجارة النفط والمخدرات، بالإضافة إلى عمليات الاغتيال والترهيب وإراقة الدماء ، مؤكدة أن الأزمات التي يمر بها الشعب الايراني جراء السياسات الداخلية والخارجية التي يتبعها النظام ، ويعيش حاليا مرحلة الهزيمة.