“ساسولو”… مدينة إيطالية صغيرة، تواجد فريقها في السيريا A مواسم قليلة في تاريخه، لكن قيمته السوقية تساوي 200مليون يورو، بعد أن كانت قبل عدة مواسم 79 مليون يورو فقط، وأعلى لاعبيه قيمةً 12 مليون يورو، فارتفاع القيمة المالية للتعاقدات تنقل النادي إلى مستوى تصنيفي مختلف، ولا يعتبر دورينا استثناءً من عملية الخصخصة التي ليست مجرد إعلامية تسويقية والمبالغ الكبيرة تُدفع للاعبين، يستفاد منهم لفترات طويلة تنعكس إيجابياً على الفريق.
الأستاذ أنمار الحائلي ألمح إلى ابتعاد الداعمين، وحثّ الجمهور على دعم النادي، والانضمام إلى العضوية الشرفية، وهو أمر إيجابي في ظل المشاكل المالية التي تواجهها أنديتنا، فنحن لسنا الدولة الوحيدة حديثة التجربة في عملية الخصخصة؛ حيث برزت في ساحة كرة القدم الكرواتية قبل سنوات بتصريح وزير الرياضة الكرواتي بأنه لم يستطع مقاومة احتياجات الأندية من الناحية المادية من خلال ميزانية الوزارة وأن على الشركات الكبرى رعاية الأندية، ولكن لابد من الاعتراف أن مصروفات الأندية عند التعامل مع التعاقدات أحد أهم المشاكل؛ ولذلك يتم تداول مصطلح الخصخصة كـ “حلٍ أمثل” للمشكلة، فمصطلح الخصخصة يشغل المجتمع الرياضي السعودي، فالأسئلة عن آلياته والخطة الزمنية تطرح باستمرار؟ وهل سيتم خصخصة جميع الأندية؟ وماهي الشركات التي يتوقع أن تستحوذ على كبار الأندية؟ وغير ذلك من الأسئلة الكثيرة. بالنظر لقيمة التعاقدات مقابل جودتها، نجد العقلانية والتميز لدى أندية الوسط، على عكس التعاقدات التي دمرت ميزانيات الأندية الكبرى، وأدخلتها في ديون متراكمة، وعجز عن دفع المستحقات؛ رغم المطالبات بالحذر والتنبيه لعواقبها.
بإمكان الأندية أن تكون أكثر فعالية من الناحية المادية والفنية في صفقاتها، لو توجهت للقارة السمراء، والدول العربية التي أثبتت فعالية لاعبيها في السابق؛ من حيث التأقلم والعائد الفني، أو استقطاب الأجانب الذين أظهروا مستويات كبيرة في أندية دورينا، وهذا يساعد على التحكم في الميزانيات التي تُثقل كاهلها قيمة التعاقدات والرواتب المدفوعة للاعبين، خصوصًا في أندية المقدمة.
MohammedAAmri@