عاشت حياة أسرية وردية، يشع من وجهها نور التفاؤل والإيجابية، تتنقل كالنحلة بين أزهار المتعة، حيث تملك كريزما ملفتة، وابتسامة فاتنة، ترقَّت في مراتب الوعي والعلم، فأصبحت متحدثة رائعة، كان الجميع يستمد منها القوة والأمل والحب.
لقد حصلت على أمنياتها في الحياة بعد صبر وبذل وتضحيات، وها هي تتلقى اتصالًا من إحدى الشركات التجارية بقبولها في وظيفة ليتحقق لها ما تريد، وبعد فترة قصيرة وبشكل مفاجئ بدأت غيوم الحزن تغشى روحها، وتصيب بدنها، فلم يعد للأكل طعم ولا للحياة معنى، تحاول بكل ما تستطيع تحفيز نفسها وتصحيح مسارها لكن المشاعر السلبية تزداد عليها ألمًا، والأفكار تتلاعب بها، فلم تعد هي التي بالأمس.
بحثت عن الحلول، واستشارات الكثير لكن الاحتمال الكبير كان إصابتها بالعين وهي حق، لكن من فعل ذلك؟ أصبحت الاتهامات توجه نحو الكثير من قريب وبعيد، استمر الوضع في تدهور نفسي لا يطاق حتى كاد الوضع يخرج من السيطرة، ويعصف بحياتها الشخصية والأسرية والعملية.
قررت الذهاب للمستشفى وعمل تحليل دم، فكانت المفاجأة أن السبب في كل ما حصل لها انخفاض حاد في مستوى أحد فيتامينات الجسم B12، وهو السبب الرئيس في جميع الأعراض التي كانت تشعر بها جسديًا ونفسيًّا، تلقت بعد ذلك الجرعات، فعادت تلك الروح للإشراق من جديد.
فاصلة:
أحيانًا نغفل عن السبب الحقيقي الذي من الممكن أن يختصر علينا الكثير من المعاناة، ونتعلق بظنون ووساوس ربما أصلها حق، لكن الوهم شوهها، “عين الحسود فيها عود” و”عين الحقيقة فيها نور”. يقول جاك دريدا: «الوهم أشد رسوخًا أحيانًا من الحقائق».
Faheid2007@hotmail.com