لاتزال المنظومة الإدارية للأندية السعودية، تشجع نظام الأبوية الراعية الأحادية patriarchy؛ بغض النظر عن الأسماء في مجالس الإدارات، فمن يتحكم بالأمور ويسيّر القرارات(مباشرة أو غير مباشرة) هو من يصرف أو من يستطيع توفير الدعم المادي، على عكس الأندية المتقدمة إدارياً، التي لا تحتاج لدعم أو تبرعات شخصية أحادية، بل هناك خطة منظمة للدخل المالي، متعددة الموارد، تغري رجال الأعمال أو الشركات الكبرى للاستثمار في أي ناد. فهم لن يأتوا من دون ضمانهم للربح.
الأمر المؤسف هو أن رؤساء مجالس الإدارة ومسيري الكيان قد تكون مهارتهم الأبرز هي وجود داعم خلفهم، ينفق الأموال فقط، وفي أحيان كثيرة من دون فكر، أو خطة طويلة الأمد، فبدلاً من الانتظار، والاعتماد على اسم ناديه، وتاريخه (وهو جزء مهم). لابد من بناء الأساس لبيئة استثمارية، رياضية صحية وهو الأمر الذي تعمل على إرساء قواعده وزارة الرياضة، وهذا الأمر لابد من أن يكون أحد أهم مهمات الإدارة التنفيذية في أي ناد، التي لا بد أن تُحاسب على تنفيذها مع مجلس إدارته، الذي لا بد من تفعيل دوره إدارياً؛ بحيث لا يبقى مجرد شرفي استعراضي، لايسمن ولا يغني من جوع. يجتمع في صورة مجلس طوارئ في محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، أو لمجرد (البروبجندا) الإعلامية.
الأسوأ من ذلك، هي التصريحات الإعلامية التي يقوم بها ما يسمى (إعلام النادي) الذي يبالغ في التصريحات بطريقة تصل لحد البروباغندا العاطفية العشوائية؛ وكأنها تصريحات تسبق المعارك الحربية، وغالبا ما تنعكس سلباً على النادي واللاعبين أوتغطية لنوع من القصور في العمل الإداري، أو التلميع لشخصية معينة بطريقة مثيرة للجدل، ولا تفيد المتلقي.
لابد أن تستفيق الأندية من حالة الاعتماد على (الرمزية) أو (الداعم الأوحد)، وتبدأ عملية التحول للخصخصة من الآن، بل واستقطاب الشركات الخاصة الكبرى؛ لتكون في مجالس إداراتها عن طريق ممثلين لها، فذلك سيكون له تأثير إيجابي كبير على مسار النادي، وللمعلومية فإن شركتي أودي، و أديداس ممثلتين في مجلس إدارة نادي بايرن ميونخ.
بُعد آخر:
الاستعراض لا يعني الاستقرار.
@MohammedAAmri