البلاد – رضا سلامة
فيما تعمل حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي على علاقات متوازنة في أكثر من اتجاه والنأي عن سياسة المحاور وكف يد إيران عن التدخل في شؤونها والمساس بسيادتها، تحاول طهران وميليشياتها إجهاض هذه التوجهات لضمان استمرار هيمنة طهران على مفاصل وقرار الدولة العراقية، لذلك تصعد تحركاتها لإفشال الحوار الاستراتيجي “العراقي – الأمريكي”.
وبدأ العراق جولة جديدة من اجتماعات الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، أمس (الاربعاء)، هي الثالثة في أقل من عام والأولى خلال إدارة الرئيس جو بايدن، حيث جاءت الجولة الحالية بطلب من بغداد وافقت عليه واشنطن. وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، إن بلاده تتطلع إلى تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة على كافة الأصعدة من خلال الحوار الاستراتيجي بين البلدين، فيما قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إنه يتطلع للتحدث مع نظيره العراقي في إطار الحوار الاستراتيجي العراقي الأمريكي، لاستعراض التقدم بجميع المجالات في العلاقة الاستراتيجية بين البلدين.
ويأتي الحوار استجابة لطلب رسمي عراقي إلى إدارة الرئيس بايدن منتصف الشهر الماضي، حيث أشار المتحدث باسم الحكومة العراقية حسن ناظم، إلى أن الطلب العراقي جاء بعد زيادة الهجمات التي تستهدف المصالح الأمريكية في العراق، والتي أثارت توترًا بين البلدين، ما دفع الحكومة العراقية إلى تقديم طلب لاستئناف الحوار بينهما، منوهًا إلى أنه سيتركز على تفاهمات مع الإدارة الأمريكية الجديدة حول ملفات الأمن والتدريب العسكري والاستشارات والقضاء على تنظيم داعش الإرهابي.
وفي تصريحات سابقة، قال سفير واشنطن في بغداد ماثيو تولر، إن بلاده ستواصل عملها مع الحكومة العراقية والحكومة الإقليمية الكردية للتعامل مع ملفات المليشيات المدعومة من إيران، وأنشطة طهران ضد الاستقرار في العراق. بالمقابل، هددت الميليشيات العراقية الموالية لايران، أمس، بإنهاء الهدنة مع القوات الأمريكية في البلاد وتوجيه ضربات لها، في حال لم تتضمن نتائج الحوار الاستراتيجي العراقي الأمريكي إعلانًا واضحًا وصريحًا عن موعد الانسحاب النهائي للقوات الأمريكية برًا وجوًا وبصورة كاملة، في تأكيد على أن الميليشيات الموالية لإيران غير مبالية بمصالح العراق، وتهتم بتنفيذ أجندة طهران لعزل بغداد عن محيطها العالمي والعربي لإبقائه حديقة خلفية للملالي. وكانت الولايات المتحدة سحبت أكثر من 2700 من جنودها في العراق خلال العام الأخير من ولاية ترمب، ولم يتبق سوى نحو 2500 جندي لأغراض التدريب والاستشارات، مع تزايد أصوات سياسية عراقية تطالب ببقاء القوات الأمريكية من أجل مصلحة العراق ومواجهة التحديات وأبرزها عودة تنظيم داعش وفوضى السلاح والميليشيات.