جدة ـ ياسر بن يوسف
باتت السياحة تلقى دعماً متزايداً من الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية والتي تعمل حاليا على تنفيذ عمليات تطوير شاملة لمنظومة القطاع السياحي، وتشمل عددا من المشاريع الكبرى، وتحديث وتطوير البنية التحتية، وتأهيل المواقع السياحية والتراثية، والارتقاء بقطاع الإيواء ووكالات السفر والخدمات السياحية، وتطوير الأنشطة والفعاليات في المواقع السياحية، فضلاً عن تنمية الموارد البشرية السياحية. وتسعى هيئة السياحة لاستكمال مهمتها نحو تحويل السياحة إلى قطاع اقتصادي يسهم بفعالية متزايدة في الناتج القومي الإجمالي، ودعم الاقتصاد الوطني، بعائدات تصل إلى 10%، وتوفير ما يصل إلى 1.6 مليون وظيفة في عام 2030. وأكد مختصون في مجالات السياحة أن التجربة الملهمة لمدينة العلا وما تمتلكه من إرث حضاري تعزز برامج السياحة المخصصة، لافتين إلى أن قطاع السياحة السعودي أسهم في تطور الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تجاوزت 7.2% سنة 2011، وتجاوزت نسبة توظيف السعوديين فيه 26% من مجموع العاملين في القطاع السياحي، والذين يشغلون 670 ألف وظيفة مباشرة، كما أسهم هذا التوظيف بما نسبته 9.1% من إجمالي القوى العاملة بالمملكة بالقطاع الخاص. ووفقاً لبيانات منظمة السياحة العالمية فإن حصة المملكة العربية السعودية من عدد الرحلات السياحية إلى منطقة الشرق الأوسط قد بلغت 32%.
وتوقع المستشار الاقتصادي الدكتور عادل الصحفي أن تساهم تجربة العلا في قيادة السعودية إلى السياحة المتخصصة، وقال: “النجاح الذي تحقق في الفترة القصيرة الماضية بمدينة العلا التاريخية، بمواقعها الأثرية وطبيعتها الجبلية الخلابة والساحرة، وطقسها المثالي في فصل الشتاء، ستؤدي إلى توجه جديد للهيئة العامة للسياحة، وكذلك هيئة الترفيه، نحو السياحة المتخصصة التي سيكون لها مستقبل واعد في السنوات العشر المقبلة.
وقال كل من أحمد الجعيد وصالح الطاسان أن المملكة العربية السعودية تملك إرثاً تاريخياً كبيراً وامكانات طبيعية جبارة، وزادت أهمية المناطق التاريخية بعدما أطلق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين مشروع مدينة المستقبل (نيوم)، ثم مشروع البحر الأحمر، وجاءت مدينة العلا التاريخية التي تقع على موقع الحجر الأثري لتشكل انطلاقة جديدة، ومرحلة فاصلة في حياة السياحة السعودية.
وفي سياق متصل اعربت شريفة حسين العواجي منظم رحلات سياحية قالت: عن تفاؤلها بتواصل برامج السياحة في المملكة لافتة إلى أن هذا القطاع يُعتبر واحداً من أهم القطاعات الناشئة في المملكة وتتلقى السياحة في المملكة العربية السعودية دعماً كبيراً ومتزايداً، وذلك من خلال العديد من الهيئات والمنظمات المختصة في هذا المجال، واهتمام الدولة بشكلٍ أساسي في تطوير وتأهيل المواقع السياحية والتراثية.
