جدة ـ ياسر بن يوسف – عبدالهادي المالكي
الدمام ـ حمود الزهراني – تصوير – خالد بن مرضاح
يشهد إيقاع المراكز التجارية ومحلات السوبر ماركت هذه الأيام إيقاعا مغايرا بمناسبة اقتراب شهر رمضان الفضيل، وفي وقت بدأت هذه المحلات بعرض السلع الرمضانية فإنها تقوم بتطبيق منظومة الاجراءات الوقائية والاحترازية للتصدي لفيروس كورونا المستجد، فضلا عن تنفيذ الجولات الرقابية والميدانية من الجهات ذات العلاقة للوقوف على تواجد المنتجات التي تفي بمتطلبات المواطنين والمقيمين وضبط الحركة الشرائية واستقرار الأسعار.
وسجلت هذه المنشآت حرصها على سير وتيرة العمل بشكل طبيعي من حيث تدفق إمدادات السلع والموازنة في العرض والطلب، وتأمين السلع والمنتجات الغذائية، وتلافي عدم وجود أي نقص أو شح في المواد الغذائية المعتادة من لحوم وأسماك ومنتجات استهلاكية أخرى، مع التزام المتسوقين خلال حركة تنقلهم داخل الأسواق بالاحترازات الوقائية المتخذة من إدارات الأسواق والمراكز التجارية، ومنها التباعد الاجتماعي وتعقيم وتطهير عربات التسوق ونحوها إضافة لارتداء القفازات والكمامات والحفاظ على النظافة العامة.
وتختلف استعدادات جميع القطاعات التجارية في منتجاتها بشهر رمضان عن السنوات الماضية؛ حيث تشهد المنتجات التي تحمل شعار شهر رمضان إقبالا مختلفا والذى بدأ مبكرا، قبل كما كثفت الشركات الموردة لهذه المنتجات إنتاجها واغراق السوق لمواجهة ارتفاع الطلب من قبل المستهلكين.
“البلاد” تجولت في أسواق جدة ومكة المكرمة لرصد الاستعدادات للشهر الفضيل، ورغم التطبيق الصارم للمحلات التجارية للإجراءات الاحترازية غير ان ملامح الفرحة بقدوم شهر الخير تبدو في ملامح الباعة والمشترين.
في البداية تحدث محمد المنتشري قائلا: تتزين معظم بيوت الأسر السعودية خلال شهر رمضان المبارك بتصاميم جميلة مستوحاة من روحانية هذا الشهر الكريم الذي تطيب فيه النفس مع قراءة القرآن الكريم والمسابقة على ختمه، وتزداد فيه الروابط الأسرية من خلال الزيارات المتبادلة أو التهاني المبتكرة لتضفي على الجميع البهجة والسرور خلال هذا الشهر المبارك، مشيرا الى ان البعض يذهب الى الأسواق والمحلات التجارية للتسوق واخذ العديد من المواد الغدائية والزينة الرمضانية.
واضاف هذه البيوت في رمضان تتحول إلى حلق ذكر للقرآن الكريم تتسابق فيه الأسر على ختم القرآن الكريم، وتُشعل التنافس على ختمه بين الجيل الصغير، بينما تتزين جدران البيوت بالفوانيس، والأوراق الملونة، والإضاءات، والقماش الأحمر المسمى بـ “الخيامية” المطبوع عليها عبارات الترحيب برمضان، فضلًا عن انتشار رائحة الأكلات الشعبية المعروفة في هذا الشهر وتختلف في طبيعة مكوناتها بحسب كل منطقة من مناطق المملكة.
أما علي الشهري فقال إن الأسر السعودية تتنافس في الاحتفاء مبكرًا بشهر رمضان المبارك من خلال عبارات الترحيب والمباركة عن طريق الهاتف المحمول ووسائل شبكات التواصل الاجتماعي ، وفيه أوضحت إحدى الفتيات السعوديات المتخصصة في تنفيذ الهدايا هدى السهو أنها تعمل على إعداد الهدايا والسلال الرمضانية بأفكار متجددة سنويًا، وتحمل العديد من المعاني التي تعزّز الترابط الأسري من خلال تبادل الهدايا المرصعة بأجمل العبارات عن شهر رمضان المبارك، بالإضافة إلى الهدايا التي تحمل قيمة معنوية ومادية مثل : دهن العود، والعطور، والحلويات والقهوة وبأسعار مختلفة، مبينة أن تطور شبكات التواصل ساعدها في التسويق لمنتجاتها وبيعها والربح منها.
ومن جهتها أبرزت عهود الحفني أنها وظفت مهاراتها في الرسم في تنفيذ ديكورات حديثة للمنازل بألوان وأشكال مختلفة لتزيد المكان نضارة خاصة خلال شهر رمضان المبارك والعيدين، مبينة أن الناس يحرصون على إضافة الجديد لمنازلهم سواءً للجدران أو للأثاث أو للأواني وبعض الكماليات التي تعد من أساسيات اهتمام المرأة في منزلها.
وأشارت الى انها أقوم بالرسم على الأواني باستخدام ألوان الزجاج والسيراميك والإكريليك أو باستخدام فن الديكوباج لنقشة “الخيامية” فضلا عن رسم لوحات جدارية خشبية ذات أحجام مختلفة عليها المدفع الرمضاني والتلفزيون القديم وعبارات ترحيبية تختلف أسعارها حسب ذوق المرأة، مبينة أنها تستفيد من توظيف مواقع التواصل الاجتماعي التي سهّلت التواصل مع النساء خارج المملكة لتوزيع المنتجات السعودية في هذا المجال.
أما حصة مساعد فقالت انها ركزت في هذا السياق على دور الأم في أن تعيش أسرتها الأجواء الرمضانية من خلال العناية بشكل خاص لغرفة المعيشة في رمضان لأنها أكثر الغرف التي تقضي الأسرة فيها معظم الوقت بعد وقت الإفطار حتى وقت السحور، لذا اقترحت أن يتشارك أفراد الأسرة في تزيينها وترتيبها بشكل مُميز من وضع الوسائد بما تحتويه من نقوش وألوان رائعة تراثية أو إضاءة إلى جانب تجهيز بعض الحلويات المرتبطة برمضان كالقطايف والكنافة والمشروبات الساخنة والباردة على الطاولة ودعاء الإفطار مكتوبا ليتذكره الصغار في إفطارهم الرمضاني.
ووصفت ربة المنزل أمل العليان الاستعداد لشهر رمضان المبارك بالعادة الطيبة التي توارثها الأجيال من الآباء والأجداد وفيها يساعد البعض انفسهم على ختم القرآن الكريم في رمضان وتقديم الجوائز لمن يختمه من صغار السن تشجيعا لهم، وتفعيل زيارات الأقارب لا سيما في هذا الشهر الفضيل الذي تتضاعف فيه الحسنات، إلى جانب التسوق لتجهيز بعض المأكولات والمشروبات التي تحبّها الأسرة في رمضان، بينما قالت إن تزيين المنزل لديها يشمل ديكور مائدة الإفطار، ووضع بعض الفوانيس.
وبدوره قال أبو سعد المتخصص في بيع الأواني المنزلية والتحف الرمضانية بإحدى أسواق جدة : إن حركة بيع الأواني المنزلية تتضاعف في شهر رمضان المبارك وتشهد رواجا كثيفا ويبدأ أصحاب المحلات بتزيين متاجرهم والإعلان عن عروضهم والاستعداد بتوفير كل جديد بأسعار في متناول الجميع، لكن الفوانيس الرمضانية تظل المطلب المتجدد من بين الأدوات التي تحرص الأسر على اقتنائها واننا حريصون كل الحرص على توفير الامن والسلامة في المكان وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة والأمانة والمحافظة علي المسافات والنظافة وعدم الزحام.
من جهة أخرى أطلقت بلدية محافظة القطيف، مبادرة «رمضان آمن» بالتعاون مع شرطة المحافظة، وبمشاركة 89 من المتطوعين والمتطوعات، وتهدف المبادرة الى تشديد الرقابة الميدانية وتأكيد تطبيق الإجراءات الوقائية والسلامة الصحية على كافة المنشآت التجارية والغذائية، وبين أبناء المجتمع قبل شهر رمضان المبارك، وأسفرت المبادرة في يومها الأول عن إغلاق ٧ منشآت لمخالفتها الإجراءات الاحترازية.
وأكدت البلدية ممثلة في الإدارة العامة لصحة البيئة أنها اتخذت حزمة من الإجراءات الرقابية والتوعوية لاستقبال شهر رمضان المبارك، تتمثل في رفع درجة الاستعداد والجاهزية للتعامل مع البلاغات الطارئة، ووضع خطط استراتيجية تلبي احتياجات المرحلة.
وشددت البلدية على بذل الجهود في شهر رمضان لمنع انتشار فيروس «كورونا» المستجد، وهو ما يستلزم اتخاذ إجراءات وقائية إضافية، تتواكب مع برامج وخطط الجهات ذات العلاقة، للتصدي لهذا الوباء، حفاظا على سلامة المواطنين والمقيمين.
ودعت البلدية أصحاب المنشآت وأفراد المجتمع، إلى ضرورة الالتزام بتطبيق الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية، لمنع نقل عدوى فيروس «كورونا».
وكانت وزارة التجارة باشرت أكثر من 2900 بلاغ يومياً خلال شهر فبراير الماضي، في قطاعي المستهلك والأعمال.
ففي قطاع المستهلك عالجت الوزارة 2605 بلاغات يومياً، ليتجاوز مجموع البلاغات التي تمت مباشرتها خلال شهر فبراير نحو 73 ألف بلاغ.
وفي إطار التنسيق مع المنشآت التجارية للتعامل مع البلاغات وحلها بشكل مباشر، أحالت الوزارة 286 بلاغا في اليوم للمنشآت التجارية، ليتجاوز مجموع البلاغات المحالة للمنشآت التجارية خلال شهر فبراير 8 آلاف بلاغ.
وتصدرت مخالفات أنظمة الدفع الإلكتروني قائمة البلاغات بواقع 798 بلاغ يومياً، تلتها مخالفات المتاجر الإلكترونية بواقع 185 بلاغ، ثم مخالفات عدم الالتزام بتطبيق شروط الضمان بواقع 157 بلاغ في اليوم، وذلك خلال شهر فبراير الماضي.
وفي قطاع الأعمال، تلقت الوزارة نحو 300 بلاغ يومياً خلال شهر فبراير، ليصل إجمالي البلاغات إلى 8399 بلاغ.
وتصدرت السجلات التجارية قائمة البلاغات بواقع 158 بلاغ في اليوم، تلتها خدمات الشركات بواقع 58 بلاغ، ثم الأسماء التجارية بواقع 47 بلاغ.
وتقوم الوزارة بتقديم خدماتها لقطاع الأعمال واستقبال البلاغات والشكاوى عبر مركز اتصال قطاع الأعمال على الرقم الموحد: (920000667).
واصلت الفرق الميدانية لأمانة محافظة جدة وبلديات المحافظات التابعة لها أمس الأحد جهود الرقابة المكثفة على المنشآت التجارية للتأكد من امتثالها للإرشادات والتدابير الاحترازية، ونتج عنها إغلاق 125 منشأة مخالفة.
وأوضحت الأمانة أنها نفذت 4005 جولات ميدانية مشتركة مع الجهات المعنية في نطاق 19 بلدية فرعية و 15 بلدية محافظة رصدت خلالها 152 مخالفة، شملت عدم الالتزام بالتباعد وعدم التقيد بلبس الكمامة بالشكل الصحيح، بجانب التساهل في حث العملاء على إبراز تطبيق توكلنا.
وأكدت أمانة جدة تواصل الجهود للتأكد من الامتثال للإرشادات والتدابير الوقائية الصحية للحد من انتشار الفيروس، مثمنة دور السكان من مرتادي الأسواق والأماكن العامة في امتثالهم للإجراءات الاحترازية والإبلاغ عن أية مخالفات عبر مركز البلاغات 940 .