المدينة المنورة ـ البلاد
تمكن مجموعة من الرحالة الشباب من القيام برحلة استكشافية إلى أحد الكهوف التي تحتضنها حرة خيبر في شمال المدينة المنورة.
وأوضح قائد المجموعة صالح الغفيلي أن فكرة الرحلة بدأت قبل شهرين حيث تم جمع المعلومات عن الكهف ورسم المسار وتحديد موعد الانطلاق، مبيناً أن الرحلة استغرقت يومين قطعوا خلالها أكثر من 200 كم. وأبان أنه عند الوصول إلى موقع الحرة في اليوم التالي تم ترتيب خطة النزول وأخذ التجهيزات، لافتاً إلى أن عددهم كان 8 ودخلوا للحرة من جهتها الشمالية الشرقية عبر طرق وعرة جدا بين الحمم البركانية التي سالت منذ ملايين السنين، مرورا ببعض الفوهات والتي كان أكبرها وأعمقها فوهة حزم خضراء.
وأشار الغفيلي إلى أنهم كلما استمروا في الدخول إلى الحرة ازدادت الصعوبة وخطورة الانزلاق، مبيناً أنهم وصلوا إلى صدع عميق وطويل حاولوا النزول إليه إلا أنهم توقفوا عنده لعدم معرفتهم بعمقه، فقرروا الرجوع وعدم المخاطرة.
يذكر أنه على امتداد تكوين أم رضمه الممتد من شمال المملكة إلى حدود الربع الخالي تكثر الكهوف والمغارات الأرضية وتعرف محليا بمسمى “الدحول”، وتتنوع في أشكالها ومن أبرزها الكهوف الأنبوبية الناتجة عن الانفجارات البركانية على مر آلاف السنين في مناطق الحرات مثل حرة خيبر في منطقة المدينة المنورة. وتعد الكهوف أحد أهم وجهات الجذب السياحي لأنماط السياحة البيئية والجيولوجية في بعض دول العالم في الوقت الحالي.
وتتكون الكهوف في المملكة من طبيعة صخرية متفردة، لهوابط وصواعد كلسية، ونتيجة نحت المياه على الأسطح الداخلية للصخور، فيما تضفي تشكيلات الصفائح الصخرية حول محيط الكهوف مناظر خلابة.
وتتميز بعض الكهوف في المملكة بوجود نقوش أثرية حولها أو داخلها يعود تاريخها إلى آلاف السنين، كما توفر بعض الكهوف البيئة المناسبة للحياة الفطرية والكائنات الحية مثل الخفافيش وأنواع من الطيور والثديات. وبناءً على التعاون المستمر بين الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وهيئة المساحة الجيولوجية اختير عدد من الكهوف، كبداية لتفعيل سياحة الكهوف في المملكة، منها غار أم جرسان في حرة خيبر، ودحل الطحالب، وكهف الفندق، وكهف المربع في منطقة الصمان على بعد 220 كيلو مترا شمال شرق مدينة الرياض، بالإضافة إلى كهف العقرب الأسود في منطقة الحدود الشمالية.
وتتاح زيارة هذه الكهوف للسياح من داخل وخارج المملكة بشرط أن تكون من خلال منظم رحلات معتمد وبرفقة مرشد سياحي مؤهل لهذا النمط ووفق المعايير المطلوبة لتوفير سياحة آمنة، تضمن سلامة السائح وسلامة بيئة الكهف.
