البلاد – محمد عمر
برزت التصفيات داخل أجنحة مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، إلى السطح، ولم تعد خافية بعد مطالبة قيادي بالمليشيا بتشريح جثث قيادات الجماعة التي أعلن عن وفاتها مؤخرا في العاصمة صنعاء، مستبعدًا أن يكون ذلك مرتبطا بانتشار فيروس كورونا المستجد، ما يشير بوضوح إلى أن التصفيات مستمرة، بإيعاز من نظام الملالي الذي يسيطر على القرار داخل المليشيا الانقلابية. وقال الناطق السابق باسم وزارة الصحة التابعة للحوثيين يوسف الحاضري، إنه يجب تشريح جثث القيادات الكبيرة التي توفت هذه الفترة فجأة لمعرفة الأسباب الحقيقية، مؤكدًا أن الموضوع أكبر من مجرد فيروس، في إشارة إلى تصفيات تمت بحق بعض القيادات، مشددا على تتبع الخيوط المشاركة في هذه الجرائم، خصوصا أن الحديث كثر عن تصفيات داخلية بين فصائل الميليشيا، يتورط في تصعيدها الحاكم العسكري الإيراني في صنعاء، حسن إيرلو، للدفع بالعناصر الأكثر تبعية لطهران إلى المناصب العليا في هيكلة الميليشيا.
يأتي ذلك، فيما أعلنت ميليشيا الحوثي، أمس (الثلاثاء)، عن وفاة أفراح الحرازي مديرة سجن النساء في صنعاء، الخاضع لسيطرة الميليشيا، وإحدى قيادات “الزينبيات”، وذلك بعد أيام من اختفاء غامض انتهى بها فاقدة للوعي وفي غيبوبة تامة في مستشفى بالعاصمة اليمنية. وذكرت مصادر يمنية أن الحرازي لعبت دورا في اعتقالات النساء في صنعاء، وعملت مع مدير البحث الجنائي في حكومة الميليشيا سلطان زابن الذي أعلنت وفاته في وقت سابق بعد فضح جرائمه وتصنيفه ضمن لائحة العقوبات الدولية، ما يشير إلى أن المليشيا تريد التخلص من قيادات قد تفضح أبشع الجرائم التي يرتكبها الحوثيون. وبينت المصادر أن الحرازي اختفت خلال الأيام الماضية بشكل مفاجئ، وانقطعت عن عملها لتظهر لاحقاً في أحد مستشفيات صنعاء، فاقدة للوعي وفي غيبوبة تامة، فيما منعت المليشيا أسرتها من زيارتها حتى لحظة إعلان خبر وفاتها. من جهة ثانية، قالت الأمم المتحدة إن المفاوضات مع الانقلابيين الحوثيين مستمرة بشأن ناقلة النفط صافر، مؤكدة حرصها على حل مشكلة الناقلة خلال هذا العام على أقل تقدير.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، أنه لا يمكن الرد على اتهامات الحوثيين للأمم المتحدة بالمماطلة وتأخير إرسال الفريق الفني لتقييم وضع الناقلة والبدء في الإصلاحات، من خلال البيانات العامة والتصريحات. وأضاف: “اعتقد أنه ليس من المفيد التفاوض على هذه الأمور عبر البيانات العامة، وما يمكنني قوله هو إن المناقشات مستمرة، ونحن حريصون على حل الأزمة”. إلى ذلك، أدان وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني واستنكر بأشد العبارات جريمة قتل القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام نبيل معياد، الذي اختطفته مليشيا الحوثي المدعومة من إيران من منزله قبل ثلاثة أعوام، وأخفته قسرياً، ومارست بحقه صنوف التعذيب النفسي والجسدي قبل أن تسلمه لأسرته قبل يوم واحد من وفاته بإصابة بالغة في الرأس وحالة صحية مزرية. وقال إن جريمة قتل القيادي المؤتمري، تعيد التذكر بالأوضاع المأساوية التي يعيشها آلاف المختطفين في معتقلات مليشيا الحوثي الإرهابية منذ ستة أعوام، من قيادات في الدولة وسياسيين وإعلاميين وصحفيين.