جدة ـ رانيا الوجيه
“عاملتي المنزلية هربت” .. بهذه العبارة بدأت أم محمد حديثها مع “البلاد” حيث تواجه الكثير من ربات البيوت هذه الأيام سيناريو هروب العاملات المنزليات اللاتي ينشطن قبل إطلالة الشهر الفضيل ، وتمضي أم محمد في حديثها قائلة: لم أتوقع هروبها لأنني كنت أحسن معاملتها ووفرت لها كل متطلباتها، كما أنها كانت تبدي رضاها وراحتها.
وتضيف “حينما طلبتني أن أسلمها جميع مستحقاتها المالية التي تحتفظ بها لدي لم أتأخر عنها، إلا أنها فاجأتني بهروبها قبل عدة أيام” ، ولسان حال أم محمد بمثابة لسان حال العديد من الأسر ففي كل عام قبل إطلالة شهر رمضان المبارك تتصاعد وتيرة هروب العاملات المنزليات وتشير الأرقام إلى أن أعلى نسب بلاغات الهروب هي التي تأتي بعد أن تتمكن “مافيا” الشغالات من إقناع العاملة بأجر أكبر في مكان ما، وهنا يجب أن تتكاتف جهود جميع الجهات المختصة، ووضع حد للهروب بإلزام الشركات العاملة في مجال الاستقدام بفتح مكاتب خاصة تابعة لها في بلدان العاملات، تتولى عقد دورة لكل خادمة راغبة في العمل بحيث يشرح لها كل ما يتعلق بالأعمال التي ستمارسها في المنازل، ونوع العادات السعودية التي يجب أن تتعرف عليها وكيف تتعامل معها، والعقوبات المترتبة على تركها مكان عملها، وعند القبض على الخادمة أو تسليم نفسها للشرطة، على مراكز الشرطة التأكد من الأماكن التي قضت فيها فترة هروبها، والقبض على مشغلي تلك الأماكن عن طريق فرق التحري، إضافة إلى تكثيف التوعية بين العاملات والمجتمع حول الأضرار المترتبة على الهروب.
وتتداول المجالس النسائية تبادل القصص والاحاديث عن موسم هروب الخادمات، حيث تواجه كثير من الأسر السعودية سيناريو الهروب الأمر الذي ساعد على تنامي وتضاعف أعداد البلاغات المسجلة لدى الجهات الرسمية لهروبهن، حيث يتضح أن أعلى نسب بلاغات الهروب تكون في شهر شعبان قبيل رمضان، ويُرجع بعضهم الأسباب إلى الضغط الذي تتعرض له العاملة من أعمال وأعباء في رمضان ، وكذلك سوء المعاملة من بعض أفراد الأسرة التي تعمل معها. فضلا عن سماسرة الشغالات من بني جنسهن.
تقول رنا باجوده موظفة بنك هناك أسباب لهروب العاملات المنزليات خصوصا أن بعض السماسرة يسهلون لهن العمل، إذ يأتي سماسرة العمالة المنزلية في المرتبة الثالثة بعد سماسرة الأراضي وسماسرة السيارات، في استغلال صريح لحاجة المواطن الذي يعاني من هذه الظاهرة ، أو من جانب المواطن نفسه، ففي ظل مطالب الأسرة المتزايدة خلال هذا الشهر المبارك تتضاعف متاعب ربات البيوت وخاصة الموظفات، إضافة لرغبتهن في التفرغ للشعائر الدينية.
وتصف أم سيف باحكيم تجربتها مع العاملات المنزليات بقولها: لجأت إلى مكتب تأجير لتوفير عاملة بالساعة طول شهر رمضان 4 ساعات كل يوم، ولكنني انتظرت لمدة شهرين بدون إحضار العاملة المنزلية ما اضطرني أن أتفق مع إحدى العاملات من الجنسية الإندونيسية، وطلبت في الساعة ـ30 ريالاً، ووجدت حسابها في أربع ساعات 120 ريالاً. وتابعت بقولها : بالرغم من أن المبلغ كبير إلا أنه لا بدائل أمامي.
سماسرة الخادمات
تواصلت “البلاد” مع عدد من سماسرة الخادمات وعلمنا كيفية توزيعهن على البيوت ، وفي هذا الصدد أوضح ابراهيم الحبشي وهو من سماسرة العاملات الإثيوبيات والإريتريات فقال : هناك عاملات يهربن من من كفلائهن اما بسبب المعاملة السيئة أو بسبب ضغوط العمل في البيوت، ويقمن بالتواصل مع معارفهن من نفس الجالية باحثات عن مسكن وعمل، ما يجعل السماسرة يستغلون هروب الشغالات من خلال توظيفهن لدى بعض الأسر التي في حاجة لخدماتهن وبالتالي يحصل السمسار على مبلغ جيد من الأسر التي بحاجة إلى العاملات المنزليات بالإضافة على حصوله على نسبة معينة كل شهر من راتب الشغالة وذلك بعد الاتفاق بين العاملة والسمسار.
عمل بالساعة
السمسارة سيتي الاندونيسية وجدت فرصة ثمينة في أزمة الخادمات وخاصة مع تفضيل أغلب العائلات للعاملة الإندونيسية حيث درجت “سيتي” على تأجير العاملات الإندونيسيات بـ 25 ريالا في الساعة بالإضافة 50 ريالا مواصلات، ووجدت إقبالا كبيرا وكونت قاعدة عريضة من السيدات اللاتي يتهاتفن عليها لإرسال عاملة اندونيسية للعمل بالساعة.
فتح المجال
راشد العنزي أحد أصحاب مكاتب الاستقدام في جدة أوضح أن الضرورة تقتضي فتح مجال استقدام العمالة الإندونسية لجميع الشركات وعدم تخصيص الاستقدام للشركات الكبرى فقط والتي تعمل تحت مظلة وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.
وأضاف أن العاملات المنزليات من اندونسيا هن الأكثر طلبا وفي نفس الوقت لم تعد متاحة كما في السابق، أما الافريقية فهي لا تجيد اللغة العربية أو كيفية استخدام الأدوات المنزلية من مكنسة كهربائية ومكواه وغيرها، وفي حالة الغضب تفتعل مشكلة وتهرب والشواهد على ذلك كثيرة، فلو فتحت ابواب الاستقدام للعمالة الإندونيسية لانتهت هذه المعاناة مع العاملات المنزليات. ولكن العمالة المتاحة الآن بمكاتب الاستقدام تتمثل في العمالة الإفريقية والبنغلاديشية والمغربية.
الفلبينية متطلباتها كثيرة
تقول مها المغربي موظفة في أحد مكاتب الاستقدام مع الإقبال والطلب المتزايد على العمالة الفلبينية إلا انها مشاكلها ومتطلباتها عديدة خاصة من السفارة الفلبينية التي تفرض على المستقدم أو رب الأسرة أن توفر للخادمة الفلبينية جوالا بكاميرا وغرفة خاصة بالإضافة إلى معاملة خاصة كما ان إجراءات استقدامها تأخذ فترات وشهورا عديدة لوصولها، أما بالنسبة للجنسيات الأخرى من العمالة أصبحت العمالة الإفريقية هي الأكثر توفرا ومن خلال عملي في مكتب الإستقدام وجدنا ترحيبا بالعمالة النيجيرية والكينية من قبل الكفلاء ولم تصدر عنهم أية شكوى إلى الآن، بالرغم من أنها تحتاج إلى وقت لتعلم أعمال المنزل إلا أنها الأفضل في الوقت الحالي، ومع توفر العمالة المنزلية من المغرب إلا أنها مرفوضة من قبل بعض العائلات.
تشغيل الهاربات
ويوضح المحامي سيد الشنقيطي بقوله: هناك فرق بين العاملة الهاربة والمتسللين المخالفين لأنظمة الحدود وتختلف العقوبة بينهما وبالنسبة للعاملات الهاربات من كفلائهن فإن على صاحب العمل رفع قضية على العاملة يطالبها بجميع التكاليف التي تم دفعها بالإضافة الى رفع قضية أيضا على الشخص الذي قام بتشغيل الهاربة والحصول على التعويض، أيضا تصل عقوبة تشغيل الخادمات الهاربات الى غرامة 100 ألف ريال ، أما عقوبة تشغيل المتسللين فتصل العقوبة بدفع غرامة مليون ريال وسجن سنتين لمن يوظف العاملات المنزليات المتسللات.
عقوبة الإيواء
وفي السياق نفسه نشر الحساب الرسمي لإدارة الجوازات على تويتر أنه ستفرض غرامة تصل إلى 100 ألف ريال وسجن 6 أشهر للأفراد الذين يقومون بتشغيل أو إيواء العمالة المنزلية المتغيبة عن العمل أو التستر عليهم، والترحيل في حالة كان المخالف وافداً، إضافة إلى التشهير بالشركات وحرمانها من الاستقدام لمدة 5 سنوات في حال تشغيلها العمالة المنزلية الهاربة أو إيوائها.
ويذكر أن المديرية العامة للجوازات حذرت الأفراد والشركات التي تقوم بتشغيل أو إيواء العمالة المنزلية المتغيبة عن العمل أو التستر عليهم بالسجن والغرامة، والترحيل عن البلاد.
إحصائية عن العاملات المنزليات
أجرت « البلاد» احصائية عبر «تويتر» لاستطلاع رأي حول العاملات المنزليات الأكثر طلبا والأكثر هروبا وإجراما وكانت النتائج كالآتي:
الجنسيات الأكثر طلبا:
الإندونيسية 57 %
الفلبينيات 27 %
الإفريقيات 9 %
سيريلانكا وبنغلاديش والهند7 %
الخادمات الأكثر هروبا وإجراما من وجهة نظر المجتمع :
الأفارقه 43 %
الفلبين 24 %
الإندونيسية 13 %
سيريلانكا وبنغلادش والهند 20 %
الإندونيسية الأكثر طلبا
الفلبينية متعددة الشروط