القاهرة – محمد عمر
أعرب وائل الهمداني نائب السفير اليمني في واشنطن الذي يرأس البعثة اليمنية منذ تولى الدكتور أحمد بن مبارك وزارة للخارجية عن ترحيب يمني بالغ بالمبادرة السعودية الرامية لتحقيق السلام في اليمن.
ووصف الهمداني المبادرة في تصريحات لـ” البلاد “بأنها فرصة تاريخية للسلام الشامل والدائم، داعيا الحوثي إلى التعامل معها بإيجابية إن كان حقا يريد السلام .
وأشاد الحمداني بالدعم الدبلوماسي السعودي الذي أسهم بشكل واضح في التأكيد على عدالة القضية اليمنية في مواجهة الانقلابيين .
وأوضح السفير الهمداني أن دور الدبلوماسية يتمثل في الأساس في نقل وجهة نظر الحكومة الشرعية والتعبير عن عدالة ومصداقية قضيتها ومسعاها الأساسي في استعادة الدولة من الانقلابيين ، مضيفاً بأن الدبلوماسية اليمنية لا تألو جهداً في توضيح الحقائق للمجتمع الدولي وكشف من يسعى لإطالة الحرب عندما تقبل بمقترحات المبعوثين الأمميين وقرارات الأمم المتحدة في الوقت ذاته الذي يرفضها الحوثيون الواحد تلو الآخر.
وأشار ” الهمدانى ” إلى أن الدبلوماسية السعودية قدمت دعما لا محدوداً وواضحاً لكل جهود وزارة الخارجية اليمنية وظلت رديفة لنا في كل موقف وفي كل لحظة ، وأكد ان المبادرة السعودية الأخيرة غاية في الأهمية وفرصة تاريخية على الحوثيين التعامل معها بجدية إن كانوا ينشدون السلام إما رفضهم لها أو تحايلهم عليها سيكشف توجههم الحقيقي للشعب اليمني وللمجتمع الدولي عموماً.
ووصف الهمداني جريمة استهداف المنشآت الحيوية في المملكة العربية السعودية بأنها سلوك عبثي تدميري خطر يعكس طريقة تفكير الحوثيين ومساعيهم لتحقيق أهدافهم ولو تسببت بالدمار لليمن ولمحيطه أياً كانت الانعكاسات على الاقتصاد الدولي أو على الأمن والسلم الدوليين لأنهم يفكرون كميليشيا ليس كدولة ، فالعالم كله يدرك الدور الاقتصادي الهام للمملكة العربية السعودية فيما يخص إمدادات الوقود والطاقة للاقتصاد العالمي ككل وهذه مسألة غاية في الأهمية لا تحتمل العبث والمغامرات .
وأكد “رئيس البعثة اليمنية في واشنطن ” أن الدبلوماسية اليمنية نجحت على مدى أعوام الحرب في تمثيل الحكومة الشرعية وتوجهات التحالف العربي لإنهاء الحرب وتحقيق السلام بأقل الإمكانيات ورغم الدعم المقدم للحكومة اليمنية إلا أنها تظل تعمل في ظرف استثنائي فعلى سبيل المثال أرشيف وزارة الخارجية ووثائقها بيد الانقلابيين لذا فالجهد مضاعف على منتسبي الوزارة واعضاء البعثات وتظل وزارة الخارجية بجهود قياداتها من الدبلوماسيين المهنيين جبهة موحدة ومتماسكة تجابه الانقلاب في مختلف المحافل الدولية فهناك جبهة عسكرية على الأرض وهناك جبهة إعلامية من وسائل الاعلام اليمنية الرسمية والخاصة وكذا الإعلام الداعم من دول التحالف وكلها تعمل بالتنسيق مع الحكومة والأشقاء في التحالف لتنسيق الجهود وتحقيق الاهداف المرجوة منها وتجاوز الصعوبات والتحديات .
وأضاف ” الهمدانى ” كما تعلمون فإن العمل الدبلوماسي في واشنطن له خصوصيته ولا يقتصر على التعامل مع الجانب الدبلوماسي الرسمي فحسب بل يتعداه إلى مجالات أوسع لابد من العمل فيها لضمان إيصال الرسالة المطلوبة بما يليق بعدالة قضيتنا ومسعانا المشروع ، حيث لابد من وجود قنوات اتصال مع الكونجرس الأمريكي ولجانه المتخصصة وهذا جهد كبير لم تتوقف مساعينا فيه وأتت وفود حكومية وبرلمانية عدة وعقدت لقاءات مع أعضاء الكونغرس مؤخراً ، كما أن العلاقة لأي سفارة لابد أن تكون قوية وتفاعلية مع المراكز الفكرية ومراكز الأبحاث المؤثرة في واشنطن وكل هذا يتم على نحو مدروس وممنهج وفي كل محطة نجد الدبلوماسية السعوددية مساندة ومؤازرة للدبلوماسية اليمنية .
ونبه ” رئيس البعثة “الى لوبي موجود في دول عدة يعمل للدفاع عن الحوثيين عبر التضليل وتزييف الحقائق واستغلال المعاناة الإنسانية للشعب اليمني ( التي هي نتيجة للانقلاب ) في خدمة الانقلابيين أنفسهم وللأسف هناك بعض الناشطين والحقوقيين الغربيين يقعون ضحية هذا التضليل والسفارة حريصة على توضيح الحقائق عبر توجيه الخطابات إلى المهتمين بالشأن اليمني و اللقاءات الشخصية و هناك أيضاً إصدارات هامة دورية عن السفارة باللغتين العربية والانجليزية تلقى اهتماماً واسعاً لأهمية المادة التي تتضمنها والتوضيحات العلمية والموثقة لدحض أكاذيب الحوثيين ودعاواهم ، وللأسف البعض لديهم مواقف مسبقة من اليمن ودول التحالف يصعب التاثير عليهم خاصة إذا كانت لهم مصالح مع إيران وأذرعها في المنطقة لكن لا يمكن أن يثنينا ذلك عن مواصلة جهدنا وتوضيح الحقائق وكشف الأكاذيب .