بيروت – البلاد
بينما يواصل الثلاثي “عون – باسيل – حزب الله” عرقلة عملية تشكيل الحكومة اللبنانية، أفادت مصادر مطلعة على الملف أن باريس باتت تميل إلى توجيه رسالة ضغط حازمة إلى معرقلي تأليف الحكومة وتنفيذ الإصلاحات المنشودة في الورقة الفرنسية لمساعدة لبنان. وقالت المصادر، إن العمل يتم راهنًا على تنسيق موقف “فرنسي – أوروبي” مشترك مع الولايات المتحدة لوضع قائمة المستهدفين في الضغوط الدولية لدفعهم إلى وقف العرقلة، وعلى رأس هذه القائمة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، بوصفه الطرف الذي تشير كل الأصابع إلى مسؤوليته المباشرة عن رفض رئيس الجمهورية توقيع مراسيم التشكيل، بالإضافة إلى باقي فريق عون وحزب الله.
وأضافت المصادر: “أوساط الرئاسة الفرنسية لم تتردد في الآونة الأخيرة في تحميل باسيل بالاسم مسؤولية مباشرة عن العرقلة والتعطيل، وصولًا إلى حديث وزير الخارجية الفرنسي عن أطراف لبنانية تشترط تحقيق مطالب توزيرية من الحقبة الماضية لتسهيل ولادة الحكومة”، في إشارة واضحة إلى مطالبة باسيل بحصة وزارية تمنحه الثلث المعطل في التشكيلة المرتقبة. وتزداد مصداقية هذه المعلومات بقول البطريرك بشارة الراعي: “لم أضع يوما واحدا خطوطًا حمراء أمام مقاضاة أحد، وقلت إنه يجب التدقيق في كل المؤسسات في لبنان وإنزال العقوبات بالجميع”. وأضاف “نريد مؤتمراً لحماية لبنان من الموت النهائي”. يأتي ذلك فيما يشهد لبنان أزمة مالية طاحنة تشكل أكبر تهديد لاستقرار البلاد منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين 1975 و1990، وبدون تشكيل حكومة جديدة لن تتمكن من تنفيذ إصلاحات مطلوبة للحصول على مساعدات خارجية. ولا يزال دولار السوق السوداء يُحلّق فوق الـ١٢ ألف ليرة للدولار الواحد بالتزامن مع العجز السلطوي في تشكيل حكومة جديدة. وجرى التداول في السوق الموازية، الثلاثاء، بتسعيرة للدولار تتراوح ما بين 12650 – 12730 ليرة لبنانية لكل دولار أمريكي.