تمكنت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية من تطبيق برامج الاستكشاف المعدني الإقليمية والتفصيلية والمستمرة على الرواسب المعدنية، حيث تركز في التنقيب عن المعادن على شقّيها الفلزي واللافلزي والأحجار الكريمة ، وذلك تماشياً مع الخطط التنموية للدولة ورؤية المملكة 2030 ، بهدف جذب المستثمرين في قطاع التعدين وزيادة الأيدي العاملة بما ينعكس إيجابياً على نمو الاقتصاد الوطني.
ووفرت الهيئة من خلال هذه البرامج المعلومات اللازمة عن الرواسب المعدنية وإجراء البحوث والدراسات الفنية بواسطة برامج الاستكشاف الإقليمية متبوعاً ببرامج المشاريع التفصيلية، والتي تستلزم إجراء الدراسات على الرواسب ذات الاحتياطيات الواعدة، وبالأخص فيما يتعلق بالمشاريع الوطنية الضخمة التي تهدف إلى تكوين بنية تحتية جيوعلمية متطورة لتمثل مصدراً متجدداً للمعلومات والبيانات تخص موارد الثروة الأرضية بالمملكة .
وبينت أن البحث والتنقيب عن الموارد المعدنية يتم باستخدام أحدث التقنيات العلمية، والعمل على تقييمها وتنميتها، واقتراح الطرق المثلى لاستغلالها، والقيام بأعمال المسح الإقليمي للمناطق والأحزمة المتمعدنة لتحديد المناطق ذات النتائج الإيجابية، مع إعطاء الأولوية لأعمال الكشف والتنقيب على المعادن ذات الأهمية الاقتصادية والإستراتيجية للدولة .
وأجرت الهيئة دراسات تفصيلية لجميع مواقع المعادن والأحجار الصناعية ووضع البرامج والخطط لتقييم تلك المناطق ، وإعداد الخرائط التفصيلية للمعادن الصناعية ، والقيام بنفس مهام الاستكشاف الفلزي على هذا النوع من الخامات سواء الاستكشاف الإقليمي أو التفصيلي بما في ذلك أعمال الحفر ، والخنادق ، وتحديد الاحتياطي ، والتركيز ، والتنسيق مع وحدة دراسات السوق ومعالجة الخامات في كل مراحل المشروع .
كما بادرت بإجراء الدراسات والمسوحات لجميع مواقع أحجار الزينة المعروفة والتعرف على أحجامها ونوعياتها لمعرفة مدى الاستفادة منها في أعمال البناء، إضافةً إلى التنقيب عن الأحجار الكريمة في صخور الدرع العربي والغطاء الصخري ومناطق الحرات البركانية وتقييم وجود هذه الأحجار بالمملكة ووضع التصورات والبرامج المستقبلية للكشف عن هذه الأحجار وإجراء التجارب المعملية عليها كالتلميع، والصقل ، والقيام باستخدام جميع أنواع الدعم الفني لاستكشاف وتحديد أهمية هذه الأحجار في المملكة .
وعدت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الأرشيف الجيولوجي مركزاً ومصدراً للمعلومات الفنية بأنواعها المختلفة، الذي يعد بمثابة مكتبة علمية تحتوي على معلومات ضخمة وقيمة، حيث أنه يتم الحفاظ على العينات الجيولوجية بأنواعها المختلفة خصوصاً عينات الحفر التي جُمعت من أعمال برامج الاستكشاف المعدني التفصيلية، التي تُعد في حد ذاتها ثروة وطنية لذلك يتم أرشفتها على الأرفف المعدة بمستودعات الهيئة لهذا الغرض، ليسهل الحصول عليها حين الحاجة في موقع واحد، وتوفر للجميع من الباحثين والدارسين والمستثمرين للاطلاع عليها والاستفادة منها.
