أضحى الاستخدام الفعّال للطاقة توجهاً عالمياً، نظرا لزيادة تكاليف الطاقة واللوائح البيئية الخاصة بالحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
ويُقصد بكفاءة الطاقة تحسين أداء نظم المباني، للحد من استهلاك الطاقة، ومنح شاغلي المبنى بيئة عمل ومعيشية مريحة وآمنة وجذابة. على سبيل المثال، يوفر مصباح إل إي دي بقدرة 12 واط نفس مستوى إضاءة مصباح تقليدي بقدرة 60 واط، بينما يستهلك 75-80% طاقة أقل مع خفض الإشعاع الحراري.
عادة ما تُستهلك الطاقة في المنازل والمنشآت في الإضاءة (25-30%)، والتدفئة والتهوية والتكييف والتبريد (50-55%)، وأحمال التوصيل الكهربائي وتطبيقات متنوعة (مثل الأجهزة، والإلكترونيات، ومبردات المياه، والسخانات، ومراكز البيانات…إلخ) (10-15%).
وقد أظهرت الدراسات أن المباني التي شُيّدت قبل عام 2015 أكثر استهلاكا للطاقة مقارنة بالمباني الحديثة، ويعود ذلك لعدد من العوامل، منها على سبيل المثال لا الحصر تقادم البنية التحتية للمبنى، واحتوائها على معدات قديمة نوعا ما لا تتميز بالكفاءة. من جهة أخرى، اعتمدت صناعة التشييد في السنوات الأخيرة أحدث تقنيات البناء، وأفضل طرق العزل، ومعايير رفع الكفاءة، وأنظمة حماية البيئة. حتى المعدات الحديثة، مثل الإضاءة ووحدات التدفئة والتهوية والتكييف والتبريد، تتميز بأحدث التقنيات، وكفاءة أعلى للطاقة، وكونها أكثر صداقة للبيئة. إن تحسين وتعزيز البنى التحتية للمنشآت القائمة من خلال تطبيق أمثل حلول الطاقة، يُسهم في خفض استهلاك الطاقة بنسبة تتراوح ما بين 35-40%، اعتمادًا على طبيعة المنشأة، وفترات التشغيل، والأنظمة/ المعدات المتوفرة داخلها.
وقد صرحت آل سالم جونسون كنترولز، شركة خدمات حلول الطاقة (ESCO)، معتمدة من قبل المركز السعودي لكفاءة الطاقة، بأن “عقد ضمان توفير استهلاك الطاقة” عبارة عن نهج متكامل لرفع كل من كفاءة الطاقة والكفاءة التشغيلية، وخفض تكاليف الصيانة والإصلاح، والحد من انبعاثات الكربون والتأثير البيئي.
تبدأ مراحل عقد ضمان توفير استهلاك الطاقة بزيارة الفريق الهندسي التابع لشركة خدمات حلول الطاقة لكافة مرافق المنشأة؛ لإجراء تدقيق أولي للطاقة، وتحديد جدوى كل مرفق، وفرص التوفير المحتملة، ومن ثم التوصية بأمثل حلول كفاءة الطاقة، التي يتم تصميمها لتتلاءم مع كل منشأة وتلبي متطلباتها الخاصة. تجدر الإشارة إلى أن مثل هذه العقود قابلة للتطبيق في مختلف القطاعات؛ بما في ذلك القطاع العام، والتعليم، والتجزئة، والأغذية والمشروبات، والخدمات المصرفية، والضيافة والفندقة، والرعاية الصحية، والقطاع الصناعي، وغيرها.
حلول كفاءة الطاقة
تختلف الحلول المتاحة باختلاف القطاعات، وبحسب نتائج التحليل الأولي للفريق المختص، إلا أن هناك العديد من الحلول التي يمكن تطبيقها في معظم المباني والمنشآت، لعل أهمها: تحديث نظام الإضاءة، باستخدام مصابيح إل إي دي LED – مثلا – حيث يسهم في توفير ما يتراوح في المتوسط ما بين 40% -60% مقارنة بالإضاءة التقليدية، اعتمادًا على نوع المنشأة وساعات التشغيل. ويتميز هذا التحديث بمردوده الإيجابي قصير المدى مقارنة بتحسينات المبنى الأخرى.
بالنسبة للتدفئة والتهوية والتكييف والتبريد، فكلما زاد العمر التشغيلي للوحدات، كلما انخفضت الكفاءة وارتفعت تكاليف الصيانة والتكاليف التشغيلية. لذا، فإن إضافة تقنيات جديدة على الوحدات القديمة، أو استبدالها بوحدات حديثة، يُسهم في رفع الكفاءة التشغيلية، وكفاءة الطاقة، والحد من تكاليف الصيانة والإصلاح وقطع الغيار. على سبيل المثال لا الحصر، تتميز تقنية المحركات متغيرة السرعات VSDs في مبردات “تشيلرات” (يورك) بالمساهمة في تقليل استهلاك الطاقة بنحو 30% مقارنة بالمبردات القديمة التي لا تضم هذه التقنية.
نظام إدارة المباني (BMS) مثال آخر لأمثل الحلول؛ حيث يقوم بربط جميع أنظمة إدارة التحكم في المباني المختلفة، ونظم التدفئة والتهوية والتكييف والتبريد، والإضاءة، وإدارة الأمن، والحماية من الحريق؛ بحيث تعمل جميعها معًا كوحدة متكاملة، من خلال منصة مراقبة موحدة، مما يساعد أصحاب المنشآت من تشغيل نظم المباني عند الحاجة إليها فقط، وبالتالي تقليل ساعات تشغيل الأنظمة خلال أوقات عدم استخدام المبنى وخلوه من الأفراد. وعادةً ما يوفر هذا النظام ما بين 15% -20% من تكاليف الطاقة.
من التحديثات أو أمثل الحلول كذلك تعديل شبكة ضواغط الهواء؛ إذ تتسبب الشبكات والضواغط القديمة في إهدار كمية كبيرة من الطاقة، ويمكن الحد من هذا الهدر بعدد من التدابير والتقنيات. أيضا، تقوم العديد من المنشآت الصناعية بتوليد الطاقة في الموقع، دون الاستفادة من الطاقة الحرارية الناتجة من عوادم الحرق، وبالتالي يتم هدر كمية كبيرة من الطاقة. يمكن الحد من هذا الهدر من خلال التوليد المشترك والتوليد الثلاثي، من أجل استراداد الحرارة المهدرة وتحويلها إلى طاقة مفيدة، على سبيل المثال إلى طاقة حرارية يمكن استغلالها في تطبيقات التبريد والتسخين.
من حلول كفاءة الطاقة المثلى الأخرى تحسين شبكات الغلايات، لكونها من التطبيقات المهدرة للطاقة في المنشآت؛ حيث لا يتميز الاحتراق داخلها عادة بالكفاءة، بسبب التسربات المحتملة داخل وخارج غرف الاحتراق. الأمر نفسه ينطبق على شبكات الأنابيب، إذا لم يتم عزلها بإحكام، تتسرب الحرارة هدرا إلى خارج الأنابيب دون الاستفادة منها. من جهة أخرى، يُنصح بتركيب المضخات الحرارية، لأن عادة ما يتم إطلاق الحرارة الناتجة عن مختلف الأنظمة في الجو دون الاستفادة منها، مما يتسبب في ارتفاع درجات حرارة الجو، أما عند تركيب هذه المضخات، فيتم إعادة استخدام الحرارة الناتجة لاستخدامات أخرى، مما يقلل من التكاليف اللازمة للتسخين، مثل تكلفة الوقود.
تضم شركة آل سالم جونسون كنترولز تحت مظلتها مجموعة واسعة من الحلول الذكية والآمنة، التي تتميز بالاستدامة وكفاءة الطاقة، ملائمة للقطاعات السكنية، والتجارية، والصناعية. إلا أن ما يميزها، ليس كونها شركة خدمات حلول الطاقة معتمدة، بل كونها “وجهة واحدة” رائدة لجميع المتطلبات المتكاملة؛ سواء في مجالات التدفئة والتهوية والتكييف والتبريد وأنظمة السلامة من الحريق والأمن، ونظم إدارة والتحكم في المنشآت. مع هندسة وتخصيص الحلول لتلبية أدق احتياجات المشاريع، ابتداء من المتطلبات البسيطة إلى الأكثر تعقيدا. ولا تنتهي شراكة آل سالم جونسون كنترولز مع العملاء بمجرد توفير الحلول والوحدات، بل تتجاوز ذلك عبر كامل دورة حياة المشروع؛ بمجموعة متكاملة من خدمات ما بعد البيع.