بالأمس تحدثت إليكم عن الاختلافات والتغيرات الجوهرية التي ستطرأ علي حياة المرأة ودورها في المجتمع والأسرة .. وأشرت إلى الطوفان القادم من الروبوتات الشبيهة بالإنسان بجنسيه .. الذكر والأنثي.
وأيضا قلت بأن هذه الروبوتات ستعيش وتتفاعل معنا وتشاركنا الحياة كاملة حتي في غرف نومنا .. وستأخذ دورا ووظيفة اجتماعية في الحياة بكل أبعادها .. بل ستعمل الروبوتات علي تغيير وظائف وأدوار البشر بجنسيهما .. من حيث البناء الأسري والعائلي والحمل والولادة وتربية الأطفال وتنشئتهم والتعليم والتطبيب الخ .. وباختصار شديد سيتفوق الروبوت على الإنسان بأدائه المتنوع والخارق.
كل ذلك سيدفع بقوة إلى حصول المرأة الإنسان على كامل حقوقها ومساواتها بالرجل بأسرع مما نتوقع .. بل ستتغلب المرأة علي جميع العوائق التي يضعها الإنسان الرجل أمام تقدمها مهنيا واجتماعيا وتبوئها ميادين الحياة المختلفة .. وأهمها القيادة والإدارة.
وحتى يحين ذاك الوقت دعونا نعالج نظرة الرجل القاصرة عن قدرة المرأة في القيادة والإدارة حيث أنه لديه اعتقاد بان نوع الجنس يلعب دورا جوهريا في قدرتها علي القيادة.
تقول نشرة هارفارد للأعمال: عندما نناقش وظيفة المرأة كقائد أو مدير نشير إلى ذلك أننا نتعامل مع جرف زجاجي وذلك لصعوبة مناقشة الموضوع حيث يعتبره الكثير من مجتمعات النساء بانه سقف زجاجي غير مرئي يقف عائقا أمام المرأة مهنيا ويمنعها من أن تتولى الوظائف القيادية والإدارية في المنظمات والمنشآت أسوة بالرجل من حيث تقدمها الوظيفي وترقيتها إلى الوظائف الإدارية العليا.
إلا أنني أرى أن الجنس ذكرا أو انثى .. ليس له تاثير أو يشكل عائقا أمام المرأة كي تحقق نجاحات مماثلة للرجل في الإدارة والقيادة حيث يعتمد هذا النجاح على قدراتها وشخصيتها وتعليمها وتجاربها والفرص المتاحة لها مثل الرجل.
والغريب أن هذه التحليلات والأحكام مصدرها الرجل عن المرأة إلا أن الدراسات والبحوث أثبتت عكس ذلك في إدارة الأزمات .. والدليل على ذلك هو إنجازاتها في إدارة أزمة جائحة كورونا الطبية حيث تعرضت لاتخاذ قرارات قاسية على النفس البشرية.
هذا رأي الرجال، ولكن كيف ترى المرأة نفسها في القيادة والإدارة؟..
المرأة ترى نفسها أنها قادرة علي إيجاد التوازن بين الاحترافية والمهارات الإنسانية حيث يمكنها مناقشة أدق التفاصيل مع الموظفين بصرف النظر عن الجنس .. سواءً كانت هذه الأمور شخصية أو حساسة .. ولديها تقدير خاص لعلاقات العمل والفهم والإدراك القوى لعوامل التحفيز للنفس البشرية إلى جانب قدرتها على الإصغاء والتركيز على تفهم الأمور وحل المشكلات .. وحماس المرأة يدفعها للتعامل مع التحديات بفعالية وجرأة كبيرة .. وأيضا تجيد المرأة مهارات التواصل الفعال مع الموظفين والتعامل مع المفاجآت بشكل فعال نظرا لقدرتها الكبيرة علي الصبر وتحمل المشاق وجميع الآلام .. وخير دليل على ذلك هو تكرار الحمل والولادة بالرغم من المشاق والألم .. إلى جانب ذكائها العاطفي المتوقد والقدرة على إخفاء الإرهاق والتعب عن الأنظار .. ولا تتضجر ولا تشكو ولا تتأفف.
وأخيرا .. القيادة هي أن يكون الإنسان محور اهتمام المدير أو القائد .. لذلك أرى أن المرأة أقدر من الرجل على فعل ذلك .. لأنها تضع أبناءها وأسرتها محور اهتمامها قبل كل شيء.