جدة – البلاد
عندما أطلقت المملكة بقيادتها الرشيدة، منظومة مدن المستقبل، حددت منطلقاتها بثقة ووضوح، ضمن رؤية طموحة استشرفت استحقاق الوطن والأجيال من أبنائه وبناته، وهو استحقاق عظيم للغد المنظور والمنشود بما يليق ومكانة المملكة، بمكتسبات حضارية رائدة لاحدود لها في فضاء التقدم على الخارطة العالمية، وكلمة السر في ذلك هي الاستثمار في الابتكار، والمنتج العلمي لجودة الحياة واقتصاد المستقبل.
على أرض مشروع البحر الأحمر، وفي فضائه الحضاري الرحب للمستقبل، جاء جديد الطموح بالاستثمار في أحد أهم مقومات جودة الحياة، بل سر الحياة، وهو الماء، وتحديدا مياه الشرب المعدنية، فهي ليست من باطن الأرض وهي ثروة، ولا بتحلية مياه البحر الممتدة والحاضنة لجزر المشروع الضخم، إنما يتم استخلاص المياه بالكامل من أشعة الشمس والهواء، لتسجل سبقا في ذلك، إلى جانب صدارتها في تحلية المياه عالميا. فقد نجحت “شركة البحر الأحمر للتطوير” بالتعاون مع شركة “سورس جلوبال بي بي سي”، في إرساء معيار عالمي جديد في مجال المياه المعبأة لتصبح أول وجهةٍ في العالم تقدم المياه المنتجة من الغلاف الجوي.
لكن ماهي حكاية استخلاص هذه المياه وبكميات مليونية سنويا، وما الجدوى الاقتصادية لمثل هذه الخطوة الاستثمارية، وما فوائدها لصحة الإنسان والبيئة، وما الصناعات التي سترتبط بهذه التقنية الواعدة التي ستشرع آفاقا رحبة وتفاؤلا بمستقبل توفير مياه الشرب من الشمس والهواء بجودة عالية وكفاءة أفضل للاستثمار واقتصاديات الإنتاج؟
الإجابة على هذه التساؤلات، أو جوانب أساسية منه، جاءت على لسان الرئيس التنفيذي لشركة البحر الأحمر للتطوير جون باغانو، عندما أعلن قبل أيام قليلة، أن إنتاج مياه الشرب المعدنية “سورس” سيتم بالاعتماد على تقنيات جديدة، يمكن تلخيص طبيعتها ومراحلها وطاقتها الإنتاجية وفوائد المشروع الأكبر عالميا في التالي:
– التكنولوجيا المستخدمة تعمل بالطاقة الشمسية (حاصلة على براءة اختراع).
– تقوم نظريتها على استخلاص بخار المياه العذبة من الهواء عبر الألواح الهيدروجينية، وتحوله إلى مياه معدنية صالحة للشرب.
– – تبلغ القدرة الإنتاجية 2 مليون قارورة بسعة 330 مل سنوياً.
– بداية الإنتاج بحجم 300 ألف قارورة كل عام.
– تعبئة المياه، وإعادة تعبئة القوارير الزجاجية القابلة لإعادة الاستخدام.
– التخلص من القوارير البلاستيكية غير القابلة لإعادة التدوير؛ حفاظا على البيئة.
يبقى جانب مهم وهو الصناعات المحلية المغذية لهذا المشروع الرائد، حيث سيتم الاعتماد على موردين محليين للقوارير وآلات التعبئة، وحتى تشغيل المحطة، وذلك دعماً للشركات السعودية وسعياً لخفض انبعاثات الكربون من مشروع البحر الأحمر، وبهذا تقدم شركة البحر الأحمر للتطوير دعماً غير مسبوق لسوق السياحة المستدامة. وبحسب الرئيس التنفيذي جون باغانو، ستكون مياه “سورس” المعبأة ، المياه الرسمية للمشروع ، وعلامة المياه المعبأة الوحيدة التي ستُقدم لضيوف الوجهة عند افتتاح أولى فنادق مشروع البحر الأحمر العام القادم 2022، مما سيساهم في الارتقاء بتجربتهم المستدامة، فيما تتضمن المرحلة الأولى للمشروع إنشاء 16 فندقاً توفر بمجملها 3 آلاف غرفة فندقية في خمس جزر وموقعين على اليابسة، بالإضافة إلى المرافق الترفيهية، والمطار، والبنية التحتية اللازمة من مرافق وخدمات لوجستية متطورة.