جدة- نجود النهدي
طبق الفول.. لاتخلو منه المائدة المنزلية في صباحات أو مساءات كل الأيام، وكلٌ له طريقته في إعداد هذه الوجبة، والخطوة الأولى هي عبوات الفول الجاهزة التي يحرص البعض على التسوق بكمية منها.
لكن سعر هذه السلعة الشعبية يختلف بين محل وآخر. وقد رصدناها في هذه الجولة؛ حيث تباع العبوة بأكثر من 6 ريالات، وتباع نفس العبوة في محلات أخرى بما يزيد قليلا عن 4 ريالات. فكيف يرى المستهلك ذلك؟
نبدأ برأي الدكتورة أمل محمد خميس، التي تلخصه في أن اختلاف السعر يعتمد على الاحتياج ، فكلما زادت حاجة الناس للسلعة زاد سعرها في بعض المحلات، أو الصيدليات ثقة من البائع أن المشتري مضطر؛ مهما زاد المبلغ، وقد أصبحنا نبحث عن السلعة في مواقع مختلفة، وتأخذ العملية وقتا وجهدا؛ حتى نشتريها بالسعر الأنسب.
من جهتها، ترى رحيل السلمي، أن لكل هايبر ماركت شريحة معينة من المستهلكين، وكذلك السوبر ماركت، وهنا يختلف السعر باختلاف الكمية التي تعرضها هذه المنافذ، مثلاً:
الهايبر يؤمّن كميات أكبر بأسعار مناسبة قابلة للعروض عندهم، بينما استيراد السوبر كميات أقل، بحيث لا تتيح له العروض أو التقليل من السعر.
فيما يقول عبد الرحمن معلا المحمادي: إن تفاوت أسعار السلعة انخفاضا في السوبر ماركت، وارتفاعا في المحلات الصغيرة ، هو نتيجة الاستغلال من عامل البقالة، لظنه عدم معرفة بعض المواطنين بفروق الأسعار، وكذلك في بعض الصيدليات الشهيرة، التي ترفع السعر في بعض الأصناف كمنتجات العناية الشخصية، ظنا أيضا بثقة المستهلك، عكس الصيدليات ذات الشهرة الأقل؛ حيث تجد أسعارها أرخص رغم أن المنتج نفسه.
من جهتها، قالت شهد المالكي: أعتقد أن تباين أسعار السلع، خاصة السلع المتشابهة يعود لأسباب عدة؛ مثل موقع المحل وإيجاره، أو أن تلك السلعة تباع بموقع إلكتروني وعدد الموظفين، وما إلى ذلك.
إغراءات العروض
التقينا بالبروفيسور طارق خزندار أستاذ التسويق والإدارة، لنقف على العوامل التسويقية المؤثرة في مستوى الأسعار، فقال: عملية التسعير متشابكة، وتؤدي إلى تفاوت السعر بالنسبة للمنتج الواحد بين المحلات.
ولتوضيح ذلك، أشير إلى عناصر التسويق الأربعة، وهي: (المنتج ، والترويج ، والتوزيع ، والسعر) وتخفيض السعر قد يكون لتصريف كميات كبيرة، أو مثلا وجود عيب في المنتج، أو أنه يقترب من انتهاء الصلاحية، وبالتالي يتم خفض السعر لموازنة هذا الخلل، أو إذا كانت محلات التسويق في مكان بعيد مكلف للنقل، وهناك التنافس بين مراكز التسويق الكبرى، التي تقوم بخفض السعر لعدد من السلع وهذا جيد، لكنها تستهدف في الحقيقة جذب المزيد من العملاء لرفع معدلات تسوقهم لسلع أخرى، وهي معادلة تسويقية تنتهي رحلتها عند “الكاشير” بسلال ممتلئة تتجاوز إغراء التخفيضات.