البلاد ـ عبد الهادي المالكي
يواصل “مهرجان البن الخولاني الثامن” فعالياته في دورة هذا العام التي اقتصرت على سوق البن ومعارض الدوائر الحكومية والخاصة، ومعرض للفنون، ومعرض للتراث والأسر المنتجة وأماكن بيع القهوة التي تعرض عبر عدد من الشركات وشباب الأعمال، وذلك نظرا للجائحة العالمية وبرتوكولات التباعد، وسوف يستمر المهرجان حتى يوم غد السبت.
ويشهد المهرجان المقام حاليًّا في محافظة الداير، توافد العديد من الزوار، وسط إجراءات احترازية عالية؛ حيث تعمل الجهات الصحية –ممثلة في مراكز الرعاية الأولية ببني مالك، ومستشفى بني مالك، وهيئة الهلال الأحمر بالداير– على قياس درجة الحرارة، وإلزام الزوار بالتباعد والكمامات وقياس الحرارة؛ حيث يجد الزائر عدة مسارات للبن للتجول والتسوق وتذوق أجود بن في العالم، مرورًا بالمعارض الحكومية التي يتم فيها شرح ما تقدم من خدمات لمزارعي البن.
كما يقدم معرض الفنون عدة لوحات تراثية وزراعية، ويجد زائر التراث الحرف اليدوية والمتحف والأسر المنتجة التي تقدم للزائر المنتجات التراثية الشعبية. ويشارك في المهرجان “124” مزارعاً من أصحاب مزارع البن بالقطاع الجبلي بالمنطقة، فيما يبلغ عدد مزارعي البن في محافظة الداير 1595 مزارعاً، ويملكون قرابة الـ 270000 شجرة، منها حوالي 171000 شجرة مثمرة تنتج أكثر من 685000 كيلوجراما من محصول البن السعودي الفاخر. وتحظى شجرة البن في محافظة الدائر بني مالك بمنطقة جازان، بمكانة كبيرة في قلوب أهالي المنطقة ، ورسم المزارعون في الدائر لوحة مميزة من العناية والرعاية عبر تاريخ طويل من زراعة البن متغلبين على الطبيعة الجبلية المناسبة لزراعة البن فانتشرت أشجار البن على السفوح وبين الجبال وعلى ارتفاعات يُقدرها المزارعون اختصاصًا بنحو 800 متر عن سطح البحر، لتكون المكان الأكثر ملاءمة لزراعة البن.
وفي هذا السياق قال المزارع أبو تركي النخيفي: توسعت مزارع البن عن السنوات الماضية بما يقارب 400 % أي أربعة اضعاف وذلك مع بداية انطلاق مهرجان البن. وأضاف البن الذي يتم زراعته هو البن الخولاني وهو من سلالة ارابيكا وقد قامت أرامكو بمبادرة من منطلق مسؤوليتها الاجتماعية بمشاركة المزارعين بإضافة بعض الخزانات وحاويات المياه البلاستيكية وتمديدات ري حديثة شبكات تقطير وتدعم بشتلات بن بالتعاون مع هيئة تطوير المناطق الجبلية.
من العقبات التي تصادفنا هي هوية المنتج للأسف غير محفوظة في السوق وكذلك الاعلام والدعاية والترويج لهذا المنتج لأنه منتج طبيعي عضوي اصيل يعتمد على مياه الامطار وينافس المستورد ، موضحا بقوله : نحتاج الى حماية المنتج داخل السوق لأن هناك من يبيع تحت مظلة البن الخولاني والبن الذي لديهم ليس خولانيا ويبيعونه بأسعار مرتفعة وإذا بعنا نحن بسعرنا المعتاد يعتبروننا مبالغين في السعر بالرغم هذا هو السعر الحقيقي له ونتمنى من وزارة البيئة والمياه والزراعة حماية المنتج وعمل هوية له ومتابعة الذين يروجون بمنتجات تحت مسماه ومظلته.
اهتمام خاص
وفي إحدى مزارع البن بوادي العين في جبل آل نخيف يقف المزارع سالم النخيفي وقد قضى أكثر من 60 عامًا من عمره في زراعة البن فهي مهنة وهواية وعشق ورثه عن والده وحافظ عليه على مدى السنين.. فيشق طريقه بين الأشجار حاملاً جرابه ليقطف ثمار البن ذلك القطاف الذي يحتاج اهتماما خاصا فلا يكسر غصنا مع القطف لكي يعود ذات الغصن للإثمار في مرة قادمة وهي معلومة لا تخفى على مزارع خبير بدأ مزارعًا للبن ولم يبلغ العاشرة من عمره.
طريقة الزراعة
ويصف أحد المزارعين طريقة زراعة وجني ثمار البن بقوله : تحتاج الشجرة إلى نحو ثلاث سنوات من زراعتها لتبدأ في الإثمار فتبدأ الثمرة زهرة بيضاء وتحتاج بعدها إلى نحو ستة أشهر تتحول خلالها إلى حبة ثم تكتسي اللون الأحمر الداكن تدريجيًا إيذانًا بموعد قطافها حيث يحمل المزارعون جرابهم لوضع الثمار بها فضلا عن حمل السلالم لاعتلاء الأشجار وصولًا للثمار البعيدة في أعلى الشجرة، لتجميعها في الجراب.
وأضاف أنه وبعد جمع ثمار البن تبدأ مرحلة التجفيف حيث يتم وضع ثمار البن في أماكن مخصصة تكون في الظل ويتم خلالها تقليب الثمار لمدة تصل إلى نحو ثلاثة أسابيع حيث إن التجفيف ببطء يمنح الثمرة الاحتفاظ بنكهتها لتكون جاهزة بعد جفافها لتشهد ثمرة البن بعد ذلك مرحلة أخرى في المطاحن من خلال (القشر والمدح) لفصل ثمار البن عن القشور ومن ثم تبدأ مرحلتا الحمص والطحن.
مزارع نموذجية
وأكد مزارع آخر أن مزارع البن النموذجية تحتاج إلى تخطيط قبل الزراعة بحيث يتم توزيع أشجار البن بشكل مناسب تسهل معه عمليات الري والحصاد مشددا على أن أشجار البن تستحق كل عناية واهتمام لتجود بثمارها أكثر وأن جميع المزارعين يهتمون بزراعة البن باعتباره منتجا عالميا.
تشجيع المزارعين
من جهته أوضح الدكتور مفرح مسعود المالكي رئيس مهرجان البن أن برنامج ارامكو لمزارعي البن مبادرة ممتازة شجعت المزراعين على استصلاح اراضيهم ودعمتهم وقد تضاعف الانتاج وكمية الاشجار مقارنة بالعام الماضي حيث زاد عدد الأشجار بنسبة 50٪ وكمية الانتاج بنسبة 95٪ لافتا إلى أن المهرجان وجد اقبالا كبير جدا خصوصا من فئة الشباب ومن المتوقع ان يتم ضخ 685 طناً هذا العام للسوق السعودي.
وعن مشاركات دولية في المهرجان قال: كان هناك خلال الاعوام الماضية زوار من خارج المملكة ومن دول منتجة للبن وهذا العام في ظل الظروف الراهنة اقتصرت المشاركة على المحلية.
أشهر المنتجات عالميا