لا بد أن نعترف ونقر في يوم من الأيام؛ حتى وإن كابرنا وعاندنا وتمردنا بأن ” الهيبة ”،
لا تشترى بالمال، بل إنها صفة وسمة، تُكتسب مع مرور الأيام والشهور والسنوات، وتكون مرتبطة بعلاقة وثيقة بمفهوم ” الفكر ” الذي يرتبط ويتطور بالتجارب والصراعات التنافسية الشرشة داخلية كانت أم خارجية، حيث تظهر من خلالها علامات نمو وظهور شخصية الأبطال.
فلو تأملنا على سبيل المثال في حال فريقي (النصر -الأهلي) ففي السنوات الأخيرة، ليست المشكلة مالية بحتة، بل على العكس يُعتبر الناديان من أفضل الأندية استقطاباً للاعبين في السنوات الأخيرة، سواء على المستوى المحلي أو على مستوى الأجانب، ويعدان أيضًا ضمن تلك الأندية التي تتميز في جلب الرعاة، وتنوع مداخيل النادي.
ولكن سُرعان ما تتلاشى تلك التعاقدات، والصفقات، وتظهر المديونيات الضخمة والفواتير باهضة الثمن؛ ما يصعب على الناديين تسويتها فتخلق من خلالها مشكلات إدارية وفنية؛ حيث ينتهي بهما المطاف إلى الإقالات، أو الاستقالات، أو إنهاء العقود وغيرها.
فالمشكلة هنا تكمن في (الفكر الإداري) الذي يُعد سببًا رئيسيًا ومعضلة كبرى داخل أروقة الناديين، فلو تساوت المعطيات الفكرية والمالية لأنتجت لنا تلك الهيبة التي يفتقد لها الناديان.
فما يدور داخل أسوار الفريقين، ماهي إلا اجتهادات فردية تفتقد للكثير من الخبرات الإدارية والتجارب الميدانية التي من شأنها أن تتسبب في الكثير من الأخطاء الكوارثية على النادي الذي بلاشك يتجرع مرارتها ذلك المشجع البسيط والعاشق المتيم لهذا الكيان.
فمن شروط النجاح والاستمرار في التفوق، وصنع الأفراح والوصول للقمة والثبات عليها، أن يكون هناك عمل مؤسسي داخل أروقة النادي( إداريًا وثقافيًا واجتماعيًا واستثماريا، وغيرها )
فحتى، وإن رغب الرئيس مغادرة النادي تاركًا عملًا إداريًا مميزًا يستطيع الرئيس القادم، أن يبدأ عند آخر نقطة توقف عندها الرئيس السابق، فهذا يُسهل ويختصر دائمًا الوقت، والجهد داخل المنظومة الإدارية.
فالإنجازات والبطولات لا تأتي باجتهادات فردية وإنما تأتي بتكاتف الجميع والعمل للمصلحة العامة.