تتوالى مبادرات المملكة لانتشال اليمن من أزمة طال امدها وسدد المواطن اليمني فاتورتها الثقيلة من امنه واستقراره ومقدراته ولقمة عيشه، ومن حاضره وايضا مستقبله. والمراقب المنصف بل والمحايد لكل المبادرات السعودية الداعمة لليمن ومواطنيه يدرك جيدا وبجلاء انها تنطلق من مواقف مبدئية ولا ترتهن للأحداث ولا تتلون بالظروف ولا تؤطرها المصالح والغايات الآنية والضيقة.
وتتكئ كل مبادرات المملكة تجاه اليمن حتى قبل أن تفاقم وتتداخل وتتقاطع معها اهداف الاجندات الإيرانية على عدة ثوابت تأتي في مقدمتها استشعار المملكة انطلاقا من دورها الريادي لمسؤوليتها تجاه صناعة السلام في العالم اجمع وحرصها على امن واستقرار المنطقة وتفرغ دولها لجهود تحقيق التنمية المستدامة والعمل لأجل تقدمها ورفاهها .. هذا بالإضافة الى رفض المملكة الدائم وتصديها المستمر لصناعة الارهاب ودعمه وتمويله واستخدامه لصالح انظمة لا ترى بقاءها الا في استثماره وتوظيفه لتنفيذ اجنداتها بما في ذلك التوسع على حساب الدول والتدخل في شؤونها وخلق بؤر للصراع وتأجيج النعرات الطائفية وانتاج اذرع إرهابية تدين لها بالولاء والطاعة ولا ترى مانعا من العمل ضد مصالح وامن واستقرار دولها وشعوبها.. كما أن المملكة لم ولن تقبل ان تكون على حدودها جماعات خارجة على الشرعية لا همَّ لها الا تنفيذ اوامر من يصنعها ويحرضها ويدفع لها مقابل تحريكها كقطع الشطرنج على رقعة اوطانها.
وإذا كانت هذه الثوابت تشكل موقف المملكة تجاه كل قضايا العالم اجمع فان الامر اوجب بالنسبة لدولة مثل اليمن تربطها بها منذ الأزل بالإضافة للجوار علاقة شديدة الخصوصية تجعل من الحرص على أمنها واستقرارها وسيادتها على ترابها وقرارها الوطني اولوية قصوى بالنسبة لمملكة السلام والإنسانية.
وتظل مبادرات المملكة حريصة على الدفع بكافة الأطراف الى طاولة الحوار بحثا عن حل سلمي لا يصادر أياً من مكونات اليمن وإشراك الجميع في صناعة سلامه ثم الانطلاق لبناء حاضره ومستقبله على قاعدة ان الوطن للجميع ويسع الجميع وان الجميع مسؤول عن صيانة سيادته واستقلال قراره والنأي بالوطن عن هؤلاء الحالمين بعودة الامبراطوريات الزائلة على انقاض المنطقة والاقليم بل والعالم.