أرسل لي أحد الأحبة رسالة فيها تمجيد ومثالية لمن سبق من الأجداد والأمم السابقة، وكما يقال: “زمن الطيبين”، مما يوهم البعض أنهم عاشوا الكمال البشري في الأخلاق، وأن غيرهم يملك كل العيوب، ويعيش متاهة الحياة بوجهها القبيح.
أصبح الانتقاد شعار بعض المحبطين وفاكهة مجالس المتشائمين، فلا يسلم منه أهل هذا الزمان رجالًا ونساءً، وهذا هو التفكير الانتقائي الذي يعمل على انتقاء الإيجابيات وتجاهل السلبيات والمبالغة، وليتهم قالوا كما قال الدكتور الأديب عزالدين أبو ميزر: لقد قيل في الماضي وسوف يُقالُ: “لكلّ زمانٍ دولةٌ ورجالُ”.
إنّ لكل زمان ظروفه ومتطلباته وحاجاته، فلو طبقنا معايير الأمس على اليوم لكانت فاشلة وغير مجدية، فخير لباس كل زمانٍ لباس أهله، وهناك قاعدة فقهية:«لا ينكر تغير الأحكام بتغير الأزمان».
يقول الكاتب الكردي محمد واني: يتبارى العرب والمسلمون في استعادة الماضي في حين يذهب العالم قُدمًا نحو المستقبل، فاليابانيون بطبعهم متدينون جدًّا، ويقدسون تراثهم ويجلّون عظماءهم وشخصياتهم التاريخية، ولكن رغم كل هذا الإجلال فهم يعيشون عصرهم ويطوّرون حياتهم حتى وصلوا إلى أعلى مراتب العلوم والتكنولوجيا الحديثة.
فاصلة:
يقدسون من مضى، ويجلدون ذواتهم، في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: (إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم).
نعيب زماننا والعيب فينا…وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب… ولو نطق الزمان لنا هجانا
Faheid2007@hotmail.com