على الرغم من القيمة الكبيرة للمملكة على مستوى العالم ، إلّا أننا يجب أن نعترف بأنّ إعلامنا الرياضي بحاجة ماسة إلى أنْ يُجاري نجاح المجالات الأخرى؛ لأننا وصلنا إلى المرحلة التي يجب أنْ تتغيّر فيها أفكارنا؛ وذلك بتغيير بعض العقليات التي تقود قنواتنا الفضائية، التي أثبتت أنّ لا جديد لديها، ولا تملك مقومات النهوض بالاعلام الرياضي السعودي،
حيث أنّ هناك الكثير مِن الشخصيات التي تظهر عبر القنوات وليس لديها الامكانيات القادرة على التعامل مع المتلقي الذي أصبح أكثر وعياً مِن بعض الإعلاميين، وأصبح لزاماً علينا التفكير في تكوين جيل إعلامي جديد على أن يكون مُثقّفا، وغير مُتعصب ، ويتمّ تدريبه على جرأة الخروج للقنوات الفضائية مُستقبلاً، بدلاً مِن الاعتماد على الأسماء التي ملّ مِنها المشاهد الكريم ، وأصبح يعلم ماذا سيقول قبل أن يبدأ الكلام، وأصبح لا ينتظر مِنه الإضافة بقدر ما ينتظر الإسقاط على الآخرين،
هناك الكثير من البرامج للأسف الشديد لها نفس الفكرة ، ومعظمها أفكار قديمة تغيب عنها المادة الإعلامية المفيدة وفنّ الإبداع والتطوير والإبتكار في تقديم الجديد، والسبب الرئيسي أنّ إهتمامها الأكبر يكمن في كيفية إثارة الشارع الرياضي ، وجلب المتعصبين لأنديتهم مهما كانت ثقافتهم ، ومهما وصلت مفرداتهم ، ووصلنا لمرحلة ابتعاد المشاهد عن الشاشة بِسبب سماعه إلى مُفردات لا يرغب في أن يسمعها طفله ، وينشأ عليها ، ولست هنا بصدد ذكر هذه المفردات حتى لا يغضب مني القاريء الكريم،
لأجل ذلك أطلب من المسؤولين دراسة كاملة لجميع البرامج الرياضية، وإعادة النظر فيها ، وفي القائمين عليها، حتى يعود المشاهد لمتابعة ما يستفيد منه ، وليس ما يُثيره،
ويجب على المسؤول أنْ يعلم بأنّه لايمكن للإعلام الرياضي أن يتطور لدينا إلا إذا كان هناك إهتمام لرأي الجماهير المغلوبة على أمرها حول ما يتم تقديمه في البرامج حتى نعرف كيف نطور المفيد، ونحذف غير المفيد.