بعد أن رفض لاعبو الأهلي كل الفرص، التي سنحت لهم للقفز والإمساك بصدارة الدوري، انتكسوا وتراجعوا إلى الخلف، فلم يستطيعوا اقتناص فرص تعثر الهلال والشباب في مرات عديدة، وهذا دليل قاطع على الضعف الفني للفريق، وأنه غير قادر على استغلال تعثر منافسيه.
فالأهلي كفريق كرة قدم، كان خلال هذا الموسم يلعب بهيبته وكبريائه فقط، فمستواه الفني لا يؤهله للمنافسة على أي بطولة محلية، فهو يفتقد للعمود الفقري الفني لأي فريق يأمل في المنافسة وتحقيق البطولات وإسعاد جماهيره.
ومن أجل إعادة صياغة فريق كرة قدم بالأهلي قويا وشرسا على البطولات، فلابد من اتخاذ قرارات حاسمه ومصيرية، تعيد للفريق توهجه وعنفوانه، ليكون أفضل من نسخة فريق 2016 المتوج بالثلاثية الشهيرة – دوري – كأس الملك – السوبر السعودي – كهدف استراتيجي للبناء.
في عام 2008م قررت إدارة برشلونة مع المدرب الأسباني جوارديولا قرارات جريئة لبناء فريق قوي، بعد سيطرة ريال مدريد على البطولات، فقررت الاستغناء عن البرزيلي رونالدينيو، والبرتغالي وديكو، وبدأت بتصعيد الشبان من أكاديمية النادي “ميسي وتشافي، وبيكه، وأنيستا” وآخرين، وخلال سنوات، صنع برشلونه فريقه الممتع، والتيكي تاك، فأكل الأخضر واليابس .
يقول المدرب البريطاني بيل شانكي: ” أن تكون الأول فهذا يعني أن تكون الأول، وأن تكون الثاني فهذا يعني أنك لا شيء “.
فعلى مسيري النادي الأهلي ورجالاته تحديد ماذا يريدون بالضبط.. هل يرغبون في صعود منصات الذهب، وإسعاد جماهيرهم، أم أنهم راضون بالوضع الحالي؟
لم يعد تحقيق البطولات لأي فريق في العالم وليد الصدفة، بل أصبحت كرة القدم صناعة وتخطيطا؛ وفق منهج علمي ومنظومة عمل واحدة تعمل متناغمة مع بعضها البعض، ولا مجال للاجتهاد والخطط العشوائية.
وبناء فريق كرة قدم قوي يشبة بناء منزل، فكلما كانت أساسات البناء متينة، فبالتأكيد ستكون ضمانا للاستمرارية.
وأهم عناصر بناء فريق قوي، توافر المال والميزانية المناسبة للمشروع والإدارة الرياضية المحترفة. والبداية من اختيار الجهاز الفني، وجودة اللاعبين الذين سيعتمد عليهم في بناء الفريق.
khalidtayyari@