عندما تم تطبيق تفنية الفار في ملاعبنا، تفاءلنا جداً بتلك الخطوة؛ لأن المباريات ستدار بدون أخطاء تحكيمية فادحة وتطبيق العدالة بين الأندية، وأن يعود الحكم للتقنية في احتساب الحالات الصعبة والحالات التي لا يشاهدها، وكذلك التحدث مع حكام غرفة الفار؛ لاحتساب الحق والرجوع في القرارات غير الصحيحة؛ حيث أصبح بتلك التقنية الوضع أسهل على حكام اللقاءات برجوعهم لها، واتخاذ القرار الصحيح في ذلك، ولكن للأسف الشديد فإن ما حصل هو عكس المتوقع تماماً؛ حيث مازالت الأخطاء الكارثية موجودة في المباريات ؛ مثل عدم احتساب ركلة جزاء وعدم طرد لاعب يستحق الطرد، واحتساب هدف تسلل وإلغاء هدف صحيح، والسبب هو عدم الرجوع للتقنية، وعدم تأكد الحكم بنفسه ومشاهدة الشاشة حتى وإن تحدث مع حكم الفار، وأحياناً حتى حكم غرفة الفار لا ينبهه بالحالات الجدلية واللقطات التي لا يشاهدها ..!! فتلك الأخطاء الكارثية من حكم المباراة وعدم احتسابه هدف صحيح أو عدم احتسابه ضربة جزاء صحيحة أو احتسابه هدفا من تسلل، أو طرد غير مستحق وغيرها من الأخطاء التي تؤثر على نتيجة المباراة وبالتالي ترتيب الفرق بالدوري، والسبب تجاهل تلك التقنية، وعدم الرجوع لها فتلك التقنية تساعد الحكم على صحة القرار، وليس عيباً أن يعود الحكم لها، إن لزم الأمر وأن لا يعتمد على كلام حكم الفار.
يجب على لجنة الحكام الموقرة التحرك العاجل والقيام بمراجعة أخطاء بعض الحكام، وعدم احتسابهم حالات واضحة أثرت على مجرى كثير من اللقاءات، فلماذا لا يحاسب الحكم على ذلك الخطأ، ومحاسبة كل حكم أخفق في إدارة مباراة؛ من أجل أن يتعلم من أخطائه وعلى اللجنة العمل الدائم على تطوير الحكم السعودي وإعطائه دورات مكثفة، وأن يتم تقييم الحكام بصورة مستمرة فتطويرهم أمر مهم جداً، وقد لاحظنا الآن بأن بعض الأندية طالبت بحكام أجانب لمبارياتهم المتبقية في الدوري، وذلك دليل واضح بأن أخطاء الحكم المحلي أضحت واضحة، ولابد من علاج سريع لها.