جدة – عبد الهادي المالكي
إنهم بمثابة الأيدي السائبة التي تعمل في الكثير من المهن رغم أنهم لا يمتلكون أية مهارة تخولهم للتعاطي مع الأعمال الحرفية، بهذه العبارة بدأ أحد المواطنين في جدة حديثه، موضحا أن العمالة السائبة لا تجيد العمل وسبق أن جرب التعامل مع ورشة للسيارات بها عمالة غير ماهرة وتسببوا في إخماد حركة سيارته وبعدها دفع مبالغ طائلة حتى تم إصلاحها في ورشة متخصصة، هذه واحدة من القصص عن العمالة السائبة في المطلق.
وفي السياق نفسه كشف عدد من الكوادر السعودية العاملة في مجال الصيانة وتمديدات الكهرباء أساليب تحايل العمالة لغش الزبائن والمضايقات التي يتعرضون لها منهم ، خصوصا تلك العمالة المتخصصة في صيانة المكيفات وتمديدات الكهرباء ، وأضافوا أن معظم الكوادر السعودية تخرجت في معاهد فنية متخصصة وبارعون في الصيانة، واصفين أساليب التحايل والاستغلال التي تمارسها بعض العمالة الوافدة للزبائن بـ”المخيفة.
وقال الشاب محمد الرشيدي إنه كان يقوم بفحص مكيف لزبون ووجد أنه يحتاج لتغيير “فريون”، لكن الزبون أخبره بأن عاملًا فحصه قبل شهر وادعى أنه أعاد شحنه بـ”الفريون”، موضحًا أن العمالة تقوم بذلك حتى يستدعيهم العميل مرة أخرى ويكررون ما فعلوه ويأخذون مقابل ذلك مجددًا.
فيما أكد على الزهراني أن تكلفة الصيانة والإصلاح التي تحصل عليها العمالة الوافدة لإصلاح المكيفات “مبالغ فيها للغاية”، مثل شحن المكيف بالفريون مقابل 400 ريال رغم أن سعره الحقيقي يساوي 200 فقط، كما تقوم بعض العمالة بغش العميل وادعاء عطل “كمبروسر” المكيف وإصلاحه مقابل 800 ريال، في حين قد تكون حالته سليمة ولا حاجة لتبديله ، لافتا في الوقت نفسه إلى أن العمل في مجال صيانة المكيفات جدا مربح بالنسبة للعمالة السعودية حيث أن صافي الربح الذي يحققه الشخص من العمل في هذا المجال يتراوح ما بين 7 – 10 آلاف ريال شهريًا، لافتًا إلى أنه تعرض لمضايقات من العمالة الأجنبية التي تنشط في قطاع صيانة المكيفات لـ”تطفيشه” من العمل بهذا المجال، حيث يرفضون العمل معه كمساعدين.
من جهته أوضح الكهربائي عبدالله الرساسمه أن الكهرباء مجال كبير والمواطن السعودي للأسف عندما يقوم بإنشاء مبنى يقوم بتسليم الكهربائي المقيم الاعمال دون مراقبة منه فمثلا يأتي بالمواد الكهربائية من اسلاك وافياش ومفاتيح ولمبات ثم يترك له الحرية وكان من المفروض أن يكون هناك حارس موجود تؤمن عنده المواد ويبدأ بجردها عليهم في كل خطوة يخطونها في العمل داخل المبنى .
لأن هناك عمليات نصب كبيرها يقوم بها الكهربائي ومنها في عملية تمديد الاسلاك كذلك عند نقص في المواد يقوم بشرائها بعدد معين ولكن عند التركيب يكون العدد اقل ويقوم بأخذ الباقي، فمثلا عندما نكون بحاجة الى 5 لفات سلك كهرباء يقوم بشراء 8 لفات ثم يقوم باستقلال 4 لفات فقط والباقي يقوم ببيعها.
وأيضا من عمليات النصب في التمديدات وهذا يمثل خطورة وهو ان يقلل في عملية التمديدات حيث أنه إذا كان هنا على سبيل المثال الاسلاك التي يتم تمديدها من الطبلون الرئيسي الى المطبخ تختلف عن التي يتم توصيلها الى غرفة النوم بالإضافة الى انه يقوم بمد سلك واحد احمر للغرفة ودورات المياه والمفروض ان يقوم بمد سلك للغرفة وسلك آخر مستقل لدورات المياه على سبيل المثال .
كذلك تمديد سلك “التأريض” لا يقوم بتركيبه بالرغم من أهميته وهو بمثابة صمام أمان للمنازل من الشحنات الكهربائية.
كما ان من عمليات النصب أن يتولى الكهربائي الوافد جلب عدد من العمالة غير الماهرة من بني جنسه ويتفق معهم على مبلغ معين فمثلا إذا كان العملية تكلف 10 آلاف ريال مثلا فإنه يقوم بإعطاء العمالة مبلغ 8 آلاف ريال ويضع مبلغ الفي ريال في جيبه ، يحدث هذا رغم ان الشباب السعوديين العاملين في مجال صيانة المكيفات والتمديدات الكهربائية ماهرون ويعملون بإخلاص لإتمام العمل ولكن للأسف فهناك من يأتي بالعمالة الوافدة لعمل الصيانة والتمديدات ، وبعد فترة يكتشف صاحب البناية أنه تعرض للنصب من قبل العمالة الوافدة وهذا يحدث كثيرا حيث تجد تمديدات الكهرباء ليس كما ينبغي، لذا فإن الاستعانة بالعمالة السعودية من الاهمية بمكان لأن بعض العمالة الوافدة تدعي أنها “كشكول” أي بمعنى أن العامل يدعي معرفته بالصيانة والسباكة والبناء وعمليات التشطيب وغيرها رغم انه لا يفقه شيئا.
وليس هذا فحسب حيث أن بعض العمالة تقوم بسرقة الكيبلات والادوات الكهربائية من العمائر التي يعملون بها لذا فإن وجود حارس في العمائر الجديدة توضع في ” عهدته ” المستلزمات من الاهمية بمكان .
وأضاف أن الشباب السعودي يعمل بإخلاص في المهام المكلفين بها وهم قادرون على دخول منافسة مع الوافدين والفوز فيها .
ولا يختلف رأي الكهربائي محمد الجحدلي من مدينة جدة عن الرأي السابق حيث قال ان من عمليات النصب عند العمالة الوافدة هو ان يقوم مثلا بتمديد خط “التأريض” متراً من الطرفين ومن ثم يأخذ ما يتبقى من ” لفة ” الكهرباء “، كما أن بعضهم يقوم بعملية تطويل الاسلاك اكثر من الحد المسموح ويعمد أثناء التركيب إلى قصها ويحمل ما تبقى منها في الكيس عندما يغادر الموقع، كما أن بعض العمالة الوافدة عند تركيب “الكيبل” الرئيسي يقومون بزيادة من مترين الى 5 أمتار وبعد التركيب يأخذ باقي الامتار.
وفي مجال التكييف يقول الفني زكي معتوق: لا تخلو محلات التبريد والتكييف والتي يديرها عاملون مقيمون من النصب والاحتيال في مجال التكيف حيث يقوم بعض تلك العمالة بأخذ المكيف من صاحب المنزل من اجل تغسيله وتعبئة الفريون بمبلغ لا يقل عن 150 ريالا بالرغم أن المسألة لا تحتاج الا الى تنظيف بسيط للمكيف والفلاتر كذلك هناك نقطة في المكيف إذا تعطل المكيف الاسبلت يتوقف عن التبريد وقيمتها أربعة ريالات وعندما تأتي بالمقيم وبحكم عدم صاحب المنزل لأمور الكهرباء يقول له العامل الوافد لابد من ” فكك ” جهاز التبريد والذهاب به إلى المحل وهذه العملية تكلف نحو 400 ريال او اكثر وفي مثل هذه الحالات يضطر صاحب المكيف للرضوخ ودفع المبلغ إلى العامل رغم ان العطل ربما يكون بسيطا ولا يحتاج إلى كل هذا المبلغ .
كما ان هناك “المكثف” في المكيف إذا تعطل يقول العامل انه يحتاج الى تعبئة فريون بـ 200 ريال بالرغم ان قطعة المكثف لا تتجاوز 60 ريالا.